تطغى القضية الفلسطينية على مسرحية "كلاب لا تنبح" التي تعرض شرفيا اليوم بالمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، عن نصّ وإخراج وليد عبد اللاهي وإنتاج جمعية "المنارة الثقافية" قورصو التي تحتفي بذكرى تأسيسها السابعة. بالمناسبة، نظّم فريق مسرحية "كلاب لا تنبح" أمس، بالمسرح الوطني الجزائري، ندوة صحفية للحديث عن التفاصيل، حيث قال كاتب ومخرج المسرحية وليد عبد اللاهي، إنّه جرت العادة أن تنتج جمعية "المنارة" مسرحية بمناسبة ذكرى تأسيسها، مضيفا أنّ موضوع هذا العمل الذي يُقدّم باللغة العربية الفصحى، يعالج قضية تناقض بين المظهر الخارجي للإنسان ودواخله، فالكثير من الناس يظهرون بشكل أنيق لكن قلبهم سوداء وأفعالهم دنيئة. لهذا فليس كلّ ما نراه نصدقه وليس كلّ ما نسمعه حقيقة. وتابع أنّ أحداث المسرحية تدور في زنزانة، حيث توجد وردة التي قتلت زوجها بسبب خيانته لها مع صديقتها المقربة أستاذة العلوم الإنسانية بالجامعة، وهناك في السجن نجد السجّان وكذا المحامي الذي يستغل الفرصة ويحاول أن يصل إلى مآربه الشخصية. أما عن الزوج المقتول فيأتي في العرض في شكل طيف. وأشار عبد اللاهي إلى أنّ نصّ المسرحية أصلي، يتطرّق بشكل رمزي إلى مقاومة المرأة الفلسطينية، والذي يمكن استنتاجه من خلال الحركات والجوّ العام للمسرحية، فالمرأة الفلسطينية رغم تعرّضها لكلّ حالات الاضطهاد والقمع والقتل إلاّ أنّها ولّادة، فلا تتوقّف عن الإنجاب الذي يمثّل رمزا آخر للمقاومة والصمود. كما نوّه بطاقم عمل المسرحية ومن بينهم سامية شباطة المختصة في السينوغرافيا. وذكر المتحدّث احتواء المسرحية على عدّة أحداث علاوة على مقتل الزوج، مثل مقتل ابنة وردة، ندى بعد تعرّضها للاغتصاب، ومحاولة المحامي شراء حرية وردة وصمت السجّان الشاهد على كلّ ما يحدث أمام عينه في هذه المسرحية "البوليسية". كما تحدّث عن الرقم "710" الذي نجده في لباس السجينة ويرمز إلى الطوفان الأقصى. من جهتها، تحدّثت الفنانة فريال مجاجي عن دورها في المسرحية فقالت إنّ وردة، سجينة تعرّضت لأمقت ما يمكن أن يحدث لزوجة، وهو خيانة زوجها مع أعزّ صديقة لها، لتقتله في لحظة غياب وعي، ومن ثم تقتل المحامي الذي يريد أن يستغل الوضع لتحقيق غاياته، وأضافت المتحصّلة على جائزة أحسن ممثلة واعدة في الطبعة الأخيرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف أنّ هذه المسرحية تعالج عدّة قضايا من بينها القضية الفلسطينية. أما الممثل فريد غالم فقد ذكر أنّ "المحامي" الذي يلعب دوره يريد أن يصل لهدفه بأيّ طريقة وأنّ الكلاب حينما تنبح على صاحبها فهذا يعني أنّ شخصا آخر يطعمها، ليتساءل "هل توجد مؤامرة بين المحامي والسّجان؟". ويجيبه الفنان عبد العزيز قاصد الذي يمثل دور السّجان "ربما" ويضيف "عنوان المسرحية يمسّ كثيرا مهمة السّجان الذي يرى كلّ شيء لكن لا يتحرّك". أما الفنان عصام بوعكاز الذي مثّل دور الزوج المقتول في شكل طيف يزور الزنزانة التي توجد فيها زوجته، فقال إنّ غرور الزوج، إطار من إطارات الدولة، دفعه إلى خيانة زوجته وقيام بأمور أخرى مشينة، أي أنّه استغل سلطته لفعل ما يحلو له، مشيرا إلى أنّ عنوان المسرحية "كلاب لا تنبح" له مفاهيم عدّة، يمكن للمتلقي أن يختار ما يناسبه منها.