شكل تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في المجالات المنجمية محور عدة لقاءات جمعت كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة المكلفة بالمناجم, كريمة طافر, مع وزراء ومسؤولين من بلدان مختلفة, بمدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا, حسبما أفاد به, اليوم الأربعاء, بيان لوزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة. وجرت هذه اللقاءات على هامش مشاركة السيدة طافر في معرض "مينينغ إندابا", حيث تحادثت مع وزير المعادن والصناعة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية, اتيام التجاني, ووزير الموارد المعدنية والبترول والغاز الأنغولي, ديامانتيو أزيفيدو, ورئيسة المنظمة الإفريقية للمصالح الجيولوجية (OAGS), روخايا سامبا ديين, وكذا مع الأمين العام بوزارة الصلب بجمهورية الهند, سنجاي روي, حسب البيان. وخلال هذه اللقاءات, ركزت المناقشات على "سبل تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مجالات عدة, لاسيما البحث الجيولوجي, الاستكشاف واستغلال الموارد المعدنية, إلى جانب تشجيع الشراكات والاستثمارات في القطاع المنجمي, فضلا عن تبادل الخبرات بين الدول لتطوير الصناعات التحويلية وتعزيز القيمة المضافة للموارد الطبيعية", يضيف المصدر ذاته. وبالمناسبة, أكدت السيدة طافر أن "الجزائر تسعى إلى تحقيق تحول نوعي في استغلال مواردها المنجمية, من خلال تطوير مشاريع كبرى تهدف إلى تحويل هذه الموارد محليا بما يساهم في تعزيز الإنتاج الوطني وتقليص الاعتماد على الواردات", من بينها مشاريع استغلال وتحويل الفوسفات في تبسة وكذا استغلال مكامن الزنك والرصاص بوادي أميزور, إضافة إلى مشروع تطوير مكمن الحديد بغارا جبيلات, وفقا للبيان. وتمثل هذه المشاريع "الهامة" -حسب ما أكدته السيدة طافر- "جزءا من استراتيجية وطنية تهدف إلى توفير المواد الأولية محليا لدعم الصناعات التحويلية, تقليص فاتورة الواردات وكذا زيادة الصادرات لجلب العملة الصعبة, مع خلق فرص عمل جديدة خاصة في المناطق النائية". كما أبرزت المسؤولة أهمية تعزيز البنية التحتية للقطاع المنجمي, من خلال توفير بيانات جيولوجية دقيقة ومحدثة وتطوير الأطر التشريعية لجعل الاستثمار في القطاع أكثر جاذبية, معتبرة البحث المنجمي "ركيزة أساسية في استراتيجية الجزائر لاستكشاف موارد معدنية جديدة وتوسيع قاعدتها المنجمية". وفي الإطار ذاته, أكدت السيدة طافر "التزام الجزائر بمعايير الاستدامة البيئية والصحة المهنية والسلامة في جميع مراحل سلسلة القيمة لقطاع التعدين", مؤكدة أن هذا التوجه "ينسجم مع الجهود العالمية للتحول نحو تقنيات أكثر استدامة". كما أبرزت "أهمية التعاون وإقامة شراكات لاستغلال المعادن الحرجة في الجزائر", مشيرة إلى أن "الطلب العالمي على هذه المعادن يشهد ارتفاعا كبيرا نتيجة اعتماد تقنيات الطاقة النظيفة ودعم التحول الطاقي", حسب البيان.