شدّد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس بوهران على ضرورة التمسك بالمرجعية الدينية الوسطية والمتسامحة من أجل أن يكون للجزائر حصنا منيعا في وجه الفتنة الطائفية والمذاهب الشاذة مشيدا بالتنوع الثقافي للجزائر قائلا أنها ثروة الجزائر الحقيقية (فالشاوية والقبائل وبني السنوس والكال آهقار والزناتة وغيرهم كلنا أمازيغ عازمون على حماية هذه الثروة والحفاظ على وحدة بلادنا مهما كان الثمن لأن كلا من عروبتنا وأمازيغيتنا واسلامنا تجعل منا رجالا أحرارا). وأوضح الوزير الأول خلال اجتماعه مع المجتمع المدني إن الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية الذي يحييكم جميعا سمحت عبر مسعى المصالحة الوطنية والمراجعة الدستورية بتحرير قضايا الدين والهوية واللغة من مستنقع المزايدة السياسية والارتقاء بها بعد تثبيتها في النص الأول للبلاد إلى الفضاء الأكاديمي والعلمي حيث يتمكن أهل الاختصاص من تناولها بموضوعية تخدم وحدة الشعب ومصالح الوطن . وأضاف سلال أن نعمة الأمن والاستقرار لا تقود لإغفال خطورة الفرقة والحقد والثمن الباهظ للتلاعب بالثوابت الوطنية ومقومات الهوية التي تجعل من الجزائريين لحمة واحدة وتشكل قاعدة مصيرهم المشترك مذكرا تذكروا معي يا إخواني ببطولات أبناء ورقلة الذين انتفضوا في الستينات دفاعا عن وحدة الأرض والشعب وتعطلت من أجلهم مفاوضات الاستقلال وأفشلوا مخطّطات الاستعمار لفصل الصحراء عن باقي الجزائر. وفي هذا الصدد أكد الوزير الأول ضرورة التمسك بالقيّم والحرص على الحفاظ على استقلال الجزائر وسيادتها وذلك من خلال التعبير عن الوعي والمساهمة في مسيرة الأمة والمشاركة في الانتخابات بكل مسؤولية وجدية مشيرا إلى إن الخيار سيبنى على أساس المفاضلة بين البرامج والتشكيلات السياسية وكذلك الإنجازات.