أفواج من النساء جبن بها الشوارع الملاءة السوداء رمز لتخليد مجازر8 ماي بقالمة
جابت أفواج من النساء يرتدين الملاءة السوداء عدة شوارع في المسيرة المخلدة للذكرى ال 72 لمجازر 8 ماي 1945 إحياء للمناسبة وللتعبير بطريقتهن الخاصة عن مدى مساهمة المرأة في النضال ضد المستعمر وقد صنعت ما يفوق 100 امرأة الحدث في هذه المسيرة من خلال ملاءاتهن السوداء التي تمثل رمزا لفداحة المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق شعب أعزل وهي أول مبادرة من نوعها تتميز بها النساء في هذه المناسبة السنوية وسط الجموع الغفيرة من المواطنين ومعهم سلطات الولاية المدنية والعسكرية وبراعم الكشافة الإسلامية الجزائرية والمنخرطين في المؤسسات الشبانية وذلك من مكان انطلاق المسيرة بمنطقة الكرمات بأعالي مدينة قالمة وفي نفس التوقيت التاريخي على الساعة الرابعة بعد الظهر وقطع الموكب المتزين بالألوان الوطنية الممزوجة باللون الأسود نفس المسار التاريخي الذي سلكه المناضلون في الحركة الوطنية وأفواج المواطنين المطالبين بالحرية والقادمين من كل مشاتي ودواوير وقرى ولاية قالمة ذات يوم ثلاثاء بتاريخ 8 ماي 1945 مرورا بشارع عنونة حيث استقبلتهم النساء بالزغاريد المنطلقة من شرفات البنايات ثم شارع عبد الحميد بن باديس ونهج عبد الكريم آخر نقطة في المسيرة. وتوقفت المسيرة ب (نهج 8 ماي 1945) عند المكان الذي اعترض فيه البوليس الفرنسي بقيادة رئيس دائرة وقتها أو (سو بريفي كما يسميه الفرنسيون) أندري أشياري طريق المتظاهرين في ذلك اليوم الذي سقط فيه أول شهيد في تلك المجازر والأعمال القمعية وهو الشاب عبد الله بومعزة المدعو حامد حيث بقيت أفواج النساء بالملاءة إلى آخر لحظة من مسيرة التظاهرة وقد جاءت مبادرة الملاءة السوداء من طرف مديرية الشباب والرياضة بالولاية حسب ما صرحت به ل(وأج) بعين المكان السيدة آسيا حريزي رئيسة مكتب الحركة الجمعوية بذات المديرية التي أشارت إلى أن النساء المشاركات في مسيرة اليوم بهذا اللباس التقليدي التاريخي يمثلن 20 جمعية شبانية منخرطة في مؤسسات الشباب. وكانت السلطات المحلية المدنية والعسكرية ومجاهدون وجموع غفيرة من المواطنين قد توجهوا صباح اليوم إلى مقبرة الشهداء بالمدينة للترحم على أرواح الشهداء الأبرار كما قاموا بعدها بزيارة المعالم التاريخية المخلدة للذكرى ببلديات بومهرة أحمد وبلخير وهيليوبوليس وقالمة.