خرج الآلاف من المواطنين ونشطاء جمعيات رياضية واجتماعية ،يتقدّمهم براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية ،إلى جانب السلطات المدنية والعسكرية والأسرة الثورية لولاية ڨالمة، في حدود الرابعة من مساء اليوم الاثنين،في مسيرة شعبية حاشدة تخليدا لأرواح شهداء مجازر 08 ماي الدّامية . انطلقت المسيرة عبر المسار الذي سلكه الوطنيون الڨالميون من مناضلي الحركة الوطنية،ذاك "الثلاثاء الأسود"في08ماي 1945،من أمام النصب التذكاري بمنطقة الكرمات بأعالي المدينة، وعبرت نهج عنونة ، وسط زغاريد بعض النسوة من شرفات المنازل ، وقرع الطبول من فرق الكشافة الإسلامية ، التي رفع براعمها راية وطنية كبيرة في المقدمة ، كما رفعت الرايات الوطنية من كلّ جانب ، والتي كان يلوّح بها ، على امتداد مسلك المسيرة.
وشارك في المسيرة جمع من النساء التحفن بالملاءات السّوداء ، تعبيرا عن حزن قلعة الثامن على ضحايا الوحشية الاستعمارية ، وهنّ يلوّحن بالرايات الوطنية التي رفعت على امتداد المسار، ووسط خشوع كبير .
وواصل الموكب مساره بشارع عبد الحميد بن باديس ، قبل أن يصل إلى نهج 08ماي عند الشهد المخلّد لضحايا المجازر، حيث توقفت الجموع المشاركة في المسيرة ، عند المكان الذي اعترض فيه البوليس والجندرمة الفرنسيين، بقيادة السفاح "آندري آسياري"، طريق المتظاهرين ، وسقوط أول شهيد "بومعزة حامد".
وعند اللافتة المخلّدة للمجازر توقفت المسيرة ، حيث وضع إكليل من الزهور من طرف والي الولاية فاطمةالزهراء رايس رفقة نساءالتحفن بالملاءات السوداء، ثم تقدم أحد الأئمّة بإلقاء كلمة ذكّر فيها بالمجازر ودعا فيها الجزائريين إلى توحيد الصفوف والاعتبار بتضحيات الشهداء ، قبل أن يقرأ فاتحة الكتاب ترحّما على الضحايا .