ظلت سيدة ليبيا الأولى صفية فركاش البرعصي وراء الكواليس في خضم شرارة ثورة ليبيا الحالية، خلاف نظيرتيها اللتين حازتا على قدر كبير من اهتمام الصحافة العالمية خلال ثورتي بلديهما وهن زوجتا الرئيسين السابقين التونسي والمصري. وتناقلت بعض المواقع الإلكترونية الليبية والعربية في 20 فبراير الماضي، أن الصحف الألمانية أعلنت خبراً مفاده وصول زوجة معمّر القذافي وابنته وعائلتها إلى ألمانيا، لكن أحداً لم ينف أو يؤكد الخبر. وإذا كانت زوجة القذافى بعيدة عن الأنظار في الأخبار، إلا أنها معروفة في ليبيا، استناداً إلى حكم زوجها سنوات طويلة للبلاد. وصفية فركاش البرعصي هي الزوجة الثانية للرئيس الليبي، ولدت في مدينة البيضاء في شرق ليبيا من قبيلة البراعصة، وكانت تعمل ممرضة حين تعرف عليها القذافي في المستشفى، إثر دخوله في حالة طارئة لاستئصال الزائدة الدودية في العام 1971، حيث تزوج بها في العام نفسه وأنجبت منه ستة أبناء وابنتهما الوحيدة عائشة. وفي بداية حياتهما الزوجية، لم تظهر صفية فركاش في وسائل الإعلام إلا نادراً، لكن في الفترة الماضية بدأت تقوم بنشاطات مختلفة، فظهرت في احتفالات ليبيا بالثورة، مع زوجات الرؤساء الضيوف، كما حضرت أخيراً حفل تخرج "فتيات الثورة الليبية" من كلية الشرطة في عام 2010. كما انتخبت فركاش في منتصف عام 2008 نائبة لرئيسة منظمات السيدات الإفريقيات الأوائل على هامش اجتماع زعماء الاتحاد الإفريقي الذي جرى في شرم الشيخ بمصر، مع العلم بأنها لم تحضر هذا الاجتماع، ولم يسبق لها أن شاركت في أنشطته. وتمتلك فركاش شركة خاصة للطيران هي "طيران البراق" والتي تتخذ من مطار معيتيقة مقراً لها بإذن من زوجها الزعيم، في حين قيل إن الشركة تنافس الشركة الوطنية للطيران "الخطوط الليبية"، كما إنها تستأثر بعقود نقل الحجاج في ليبيا. ويتناقل الكثيرون أرقاماً عن حجم ثروة سيدة ليبيا الأولى، حيث إن البعض يقدّر أن السيدة الليبية الأولى فركاش "تكنز أكثر من عشرين طناً من سبائك الذهب"، عدا الأموال، لكن أحداً لا يستطيع معرفة الرقم الحقيقي. ولعل هذا ما يفسّر ما جاء في وثائق موقع "ويكيليكس" أخيراً عن ليبيا وزعيمها القذافي أنه "يقود عائلة ثرية وقوية، لكنها منقسمة ومختلة وظيفياً، وتعاني صراعات كبيرة". ونقلت الوثائق قولها عن صفية إنها "تسافر في طائرة مستأجرة في ليبيا، بينما ينتظر موكب من سيارات المرسيدس لنقلها من المطار إلى وجهتها المطلوبة، لكن تحركاتها محدودة، وتتسم بالحصافة، واستضافت مأدبة في مجمع باب العزيزية لمناسبة الذكرى السنوية للثورة، وكانت احتفالية غير مسرفة". يُذكر أنه على إثر أزمة لوكربي كشف التحالف الدولي لمحاكمة مجرمي الحرب "ايكاوس" ومقره فرنسا إحصائية عن ثروة أفراد عائلة القذافي في عام 1992، من دون أن يذكر مصدر معلوماته، وفيها ورد أن ثروة القذافي تبلغ 80 مليار دولار، بينما ثروة زوجته صفية 30 مليار دولار، وبلغت ثروة كل من أولاده محمد (من زوجته الأولى فتحية نوري خالد)، وسيف الإسلام والساعدي وهنيبال والمعتصم وخميس وعائشة 5 مليارات دولار لكل منهم. فيما أفادت وثائق "ويكيليكس" أيضاً بظهور امرأة ثالثة في حياة القذافي بحسب وثائق ويكيليكس، وهي ممرضته الخاصة إضافة لزوجته الأولى فتحية نوري خالد.