"نحب كيما قتلوه يقتلوهم".. هذه أمنية والدة الأستاذ بشير سرحان القروي رحمه الله، الذي تعرض للقتل على يد طالبين.. طبعا قتل القاتلين لن يعيد الروح إلى الأستاذ المغدور، ولا البسمة إلى شفاه أمه وأقاربه وذويه ومحبيه، ولكنه يعني فقط أن الملف قد طُوي في الدنيا، ورُفع إلى الواحد الديّان في الآخرة.. ومن المؤسف بحق أن يصبح تنفيذ القصاص أمنية يعرف صاحبها أنها غير قابلة للتحقيق حاليا في بلد مسلم يجمد حُكم الإعدام منذ أزيد عقدين من الزمن.. يُختطف الأطفال ويُغتصبون ويُقتلون فترتفع الأصوات منادية بالقصاص وتنفيذ حُكم الإعدام.. يُقتل شخص هنا وآخر هناك.. ترتفع الأصوات مرة أخرى.. وبعد فترة يفتر الداعون إلى إعادة الحياة لحكم الإعدام، ويستمر التجميد.. في انتظار ضحايا جدد.. إعدام القتلة لن يحل مشاكلنا.. ولن يجعل المجتمع "فاضلا" لا جريمة فيه.. ولكنه ضروري.. على الأقل حتى تنطفئ جمرة اللهب المشتعلة في قلب "أم بشير".. ومثيلاتها وأمثالها.. وفي انتظار تحقيق هذه الأمنية.. أو عدم تحقيق، لا تملك أم بشير، وأمثالها، إلا الصبر.. فاللهم أفرغ على قلوب المكلومين صبرا يخفف عنهم صدمة المصائب..