وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد إلى عاصمة مالي باماكو للمشاركة في قمة دول الساحل والصحراء التي تضم موريتانياومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد بهدف تأكيد الجهود الفرنسية في دعم قوة مشتركة من الدول الخمس لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الشاسعة وذات الحدود المتداخلة التي تشهد نشاطاً متصاعداً للحركات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكانت فرنسا في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند أدت دوراً أساسياً في دفع الدول الإفريقية الخمس خلال قمتها الأولى في فيفري الماضي في باماكو إلى إطلاق مبادرة إنشاء قوة حدودية قوامها خمسة آلاف رجل. وهناك عقبة قوية في وجه مخططات ماكرون وفرنسا تتعلق بالجزائر التي ترفض منذ سنوات دعم التواجد العسكري الفرنسي في المنطقة والتي يرى مراقبون أن عدم انخراطها في هذه القوة العسكرية الإفريقية المشتركة هو العقبة الأساسية أمام فرص نجاحها. ذلك أن الجزائر هي أكبر قوة عسكرية إقليمية في المنطقة ولها حدود شاسعة مع دول منطقة الساحل الصحراوية. وبادر ماكرون إلى إجراء اتصال هاتفي الأسبوع الماضي بنظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من أجل تقديم مقترحات ملموسة لإحياء اتفاق المصالحة الوطنية في مالي الذي ترعاه الجزائر بحسب بيان لقصر الإليزيه أشار بالخصوص إلى التطرق لموضوع نشر دوريات مختلطة في كيدال شمال مالي. لكن هذا المشروع يبدو صعب المنال على الأقل في الوقت الراهن رغم محاولات باريس لاسترضاء الجزائر.