بين إلغاء النحر واللّجوء إلى الاستدانة تزامن عيد الأضحى مع الدخول المدرسي يخنق العائلات الجزائرية تحضّر الأسر الجزائرية في هذه الفترة لمناسبتين كلاهما اثقل وأصعب من الأخرى ألا وهما عيد الأضحى المبارك والدخول المدرسي باعتبارهما مناسبتين تتطلبان ميزانية كبيرة لآجل التحضير لشراء كبش العيد وكذا مستلزمات الدخول المدرسي لاسيما بالنسبة للأسر المتعددة الأبناء الأمر الذي جعلها في ورطة خلال هذه الفترة خاصة وأن العطلة الصيفية استنزفت الكثير من المال لدى بعض العائلات. نسيمة خباجة بدأت الحركية عبر الأسواق للتحضير للدخول المدرسي بحيث شرعت الطاولات والمحلات في عرض المستلزمات المدرسية ونحن لا يكاد يفصلنا سوى أسبوعين على الدخول المدرسي وتكون قبله سوى أيام قلائل مناسبة عيد الضحى المبارك التي ستطل علينا على الأرجح في 1 سبتمبر الأمر الذي جعل الأسر تحضر على قدم وساق لتغطية المناسبتين معا لاسيما من الناحية المادية فالنحر هو تحصيل حاصل لدى أغلب الأسر الجزائرية إحياءا للسنة المؤكدة كما أن التحضير للدخول المدرسي هو خطوة لابد منها من اجل ضمان المشوار الدراسي للأبناء. تخوفات كبيرة من اختلال الميزانية اقتربنا من بعض المواطنين من اجل رصد آرائهم حول استعداداتهم للمناسبتين معا فأبان معظمهم تخوفاتهم من عدم التوفيق بينهما من بينهم السيدة وهيبة ام لخمسة ابناء قالت إن المناسبتين معا لن يمرا مرور الكرام على الأسر الجزائرية خاصة مع تدهور القدرة الشرائية للكثيرين وقالت انها شخصيا تفكر من الآن في كيفية التوفيق خاصة وانهم عائلة دابوا على النحر سنويا كما ان كل ابنائها متمدرسين في مختلف الاطوار ويتطلب دخولهم المدرسي ميزانية كبيرة ضف الى ذلك ميزانية العيد لذلك بدات تقتصد المال وتتقشف من اجل اجتياز الحال في احسن الظروف ولو ان الامر مستبعد إلا انها تبذل قصارى جهدها من اجل التوفيق بين المناسبتين معا خاصة وان زوجها هو عامل باجرة شهرية بسيطة . اما السيد عمار فقال ان تزامن المناسباتين اخلط اوراقه وهو متاكد من عجزه عن تغطية المناسبتين معا خاصة مع دخله الضئيل وهو يفكر في الاستدانه لأجل شراء الكبش فهو لا يستطيع إلغاء النحر. أسر تستبعد النحر للمحافظة على الميزانية وإن كان محدثنا لجأ إلى الاستدانة فإن غيره من أرباب الأسر ألغوا عادة النحر حسبما تقتضيه الظروف وهو ما اخبرنا به السيد محمد إذ قال إن ظروفه المادية لا تمنح له القدرة على شراء الكبش وتلبية متطلبات أبنائه الثلاثة مع الدخول المدرسي لذلك ألغى بعد مشاورة زوجته شراء الاضحية في هذه السنة وفضل ضمان الدخول العادي لأبنائه الى المدرسة وعدم المراهنة بمستقبلهم وختم بالقول ليس باليد حيلة ففرحة العيد والكبش ألغتها مناسبة الدخول المدرسي الدي هو على الابواب . وهو نفس ما راحت اليه احدى السيدات قالت انها على الرغم من انها عاملة وزوجها كذلك إلا أنهما سيلغيان عادة النحر في هذه السنة خاصة وان ميزانيتهم اختلت بما استنزفته العطلة الصيفية ومصاريفها فالحق في الراحة هو امر مشروع لاي شخص بعد شهور من التعب ومن عام دراسي أثقل كاهل الابناء اما بالنسبة للعيد فاختارت إلغاء النحر لاسيما وان مناسبة ثقيلة تأتي بعده وهي الدخول المدرسي وما يتطلبه من تكاليف ونفقات على الأبناء من حيث شراء المستلزمات المدرسية وتحضيرهم تحضيرا جديا للعام الدراسي الجديد الذي هو على الابواب . غلاء الكباش والأدوات المدرسية فاقم المشكل حسبما ما أشار له أغلب محدثينا هو الغلاء الدي فاقم من المشكل وأعادهم الى الوراء كلما فكروا في النحر بحيث ترتفع اسعار الأضاحي ككل سنة ويبقى السعر الأدنى في حدود 35 و40 ألف دينار وهو سعر لا يتوافق مع القدرة الشرائية للكثيرين ويرتفع السعر الى حدود 5 و6 ملايين سنتيم بالنسبة للكباش الجيدة وكذلك الحال بالنسبة لاسعار الادوات المدرسية فبعد الموالين يأتي دور تجار المستلزمات المدرسية وتجار المحافظ والمآزر بحيث يغتنمون الفرصة لالهاب جيوب العائلات بمضاعفة اسعار معروضاتهم وهي العادة التي يلتزمون بها مع بداية كل موسم دراسي ما عبرت به السيدة سعدية ربة بيت قالت ان الغلاء هو ما يرعب اغلب المواطنين فلو كانت الاسعار ملائمة لتمكن المواطن من النحر وكدا من تغطية متطلبات الابناء الدراسية الا ان الغلاء هو سمة تطبع الموالين والتجار للانقضاض على جيوب العائلات الامر الدي يضعف القدرة الشرائية ويدفع المواطنون الى الغاء السنة المؤكدة وهم مكرهين والسبب الاول والاخير هو الغلاء والجشع الدي يتميز به البعض. وفي جولة لنا عبر بعض المحلات وقفنا على اللهيب الذي طبع اسعار المستلزمات المدرسية بدءا من المحافظ التي ارتفعت الى حدود 3000 دينار والمازر الى 1500 دينار من دون ان ننسى ارتفاع اسعار الكراريس والاقلام مع بداية الموسم الدراسي اما الكباش فتتباينت الاراء عبر اسواقها على المستوى الوطني بين من يرى انها ملتهبة في هده السنة وبين تاكيدات الوزارة الوصية على انخفاضها إلى حدود 2 مليون ونصف عند الموالين وبين هذا وداك تبقى اغلب الاسر في حيرة من امرها عن الكيفية التي سوف تجتاز بها مناسبتين احداهما اثقل من الاخرى.