الحصول على وظيفة هو حلم يراود الجميع في الوقت الحالي لاسيما مع أزمات البطالة التي عانت منها البلاد، والتي عرفت نوعا ما طريقها إلى الانفراج بعد اعتماد بعض الحلول في مجال التشغيل وخلق فرص اكبر للتكوين في مجالات عدة، الشيء الذي دفع ببعض الموظفين والموظفات إلى اعتماد أساليب وطرق عديدة للحفاظ على مناصبهم، حتى ولو اتخذت منحى سلبياً عن طريق السحر والشعوذة، أو اتخذت منحى ايجابيا بالاعتماد على الرقية الشرعية، ذلك ما تشهده بض المكاتب الإدارية والغاية من ذلك في كامل الأحوال هي المكوث بالعمل أو الوظيفة وكذا تحسين العلاقة بين العامل والمسؤول. خ.نسيمة كثيرا ما يعاني بعض العاملين أو العاملات من العلاقة المتدهورة بينهم وبين مسؤوليهم أو حتى غيرهم من الموظفين، وفي ظل التخوف الدائم من فقدان الوظيفة تبعا لتلك المشاكل الناشبة بين الطرفين بين الفينة والأخرى راح بعض الموظفين إلى اعتماد بعض الحلول التي رأوها ضرورية لضمان الحفاظ على الوظيفة، واتخذت مناحي ايجابية أحيانا وأخرى سلبية بعد أن اعتمدت أساليب اكتست طابع السحر والشعوذة والإشراك بالله كتعليق بعض الأحجبة والطلاسم وبعد أنواع الحيوانات ككلاب البحر المستعملة كثيرا في أمور السحر والشعوذة، ومنهم من اعتمد على وضع بعض العقاقير في الأكل أو الحلويات، واغتنام مناسبة ما وتوزيعها على الموظفين وكذا المسؤولين والغرض من ذلك هو كسب ثقة الكل والتخلص من بعض المشاكل والتعقيدات وكذا العقوبات أو الإنذارات. ومنهم من اختار الوجهة الشرعية وفضلها عن أمور السحر والشعوذة بالاعتماد على مياه مرقية عن طريق شربها أو رشها بمكان العمل، وان كانت هذه الطريقة اقرب إلى المنطق من سابقتها لاسيما وان تلك الأمور أضحت تمارس بمواضع لا تليق بمثل تلك الممارسات الغريبة وغير المألوفة، إلا أن تخوُّف الكثيرين من فقدان وظائفهم أدى بهم إلى انتهاج بعض السبل المعقولة أحيانا والغريبة أحيانا أخرى. ما تؤكده عينات مستقاة من بعض إداراتنا العمومية أو الخاصة، والتي انتهج فيها بعض الموظفين سبلا متنوعة من اجل المكوث بالعمل والحفاظ على الوظيفة وكسب ثقة الكل بما فيهم الموظفين وكذا المسؤولين. بإحدى الإدارات بالعاصمة صادفتنا عينة غريبة تثير الدهشة والضحك بعد أن اهتدت إحدى الموظفات إلى إشعال شمعة في إحدى زوايا المكتب طيلة ساعات العمل، وكانت تجيب كل من يحاول الاستفسار عن سر إشعال الشمعة أنها تسعى لجلب الفأل الحسن، إلا أن الحقيقة هي غير ذلك كون أن العديد من المشعوذين يعتمدون على الشموع ويوصون زبائنهم بإشعالها في مواضع وأماكن معينة، وما حير الكل هو تجرؤ تلك الموظفة على القيام بتلك المهمة الصعبة في مكان إداري عام بعد أن حملت شعار "كل شيء يهون للمحافظة على المنصب". عينة أخرى تداولتها ألسن الموظفين والموظفات بعد أن قامت إحدى الموظفات التي كانت تعاني من مشاكل جمة مع مسؤولها المباشر باغتنام مناسبة عيد الفطر حيث جلبت بعض الحلويات المحشوة ببعض العقاقير السحرية ووزعتها على الموظفين وكذا مسؤوليها المباشرين غرضها من ذلك تحسين علاقاتها في العمل بمن حولها عن طريق السحر والشعوذة. هذا والى غيره من الأمور الغريبة الأخرى كتعليق الأحجبة وحتى بعض الحيوانات المستعملة بصفة واسعة في السحر والشعوذة ككلاب البحر والحرباء... لاجتناب تسلط بعض المسؤولين والحفاظ على أجواء ملائمة في العمل. وان اختار البعض طريق الشرك والسحر فان آخرين فضلوا انتهاج الطرق الشرعية كالتزود بالمياه المرقية بشربها ورشها بأماكن العمل لتفادي توتر العلاقات، أو حتى لتجنب سحر كره العمل والضجر منه، وهي الطريقة التي يهتدي إليها الكثير من الموظفين ويفضلونها عن الشرك بالله. هي أساليب وطرق اختارها بعض الموظفين تحمل في فحواها المحافظة على الوظيفة بعد التخوف الدائم من فقدانها بسبب توتر علاقات العمل.