تفقد الغائب والسؤال عنه ومعرفة سبب غِيابه وتقديم يد العون له إذا كان محتاجاً وزيارته إن كان مريضاً سُنَّة نبوية وخُلُقٌ نبوي كريم دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله فقد كان من شمائله وأخلاقه صلوات الله وسلامه عليه أنه كان: يجالس أصحابه ويمشي معهم ويأكل من طعامهم ويصافحهم إذا التقى بهم ويلاطف ويداعب أولادهم ويزورهم ويزور مرضاهم ويتفقد أحوالهم ويسأل عن غائبهم فعن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَعهَّد الأنصار ويَعُودُهم ويَسأل عنهم).. [رواه الحاكم وحسنه الألباني]. فمع عظيم انشِغاله وكثرة مسئولياته صلى الله عليه وسلم كان من هديه وسنته السؤال عمَّن غاب من أصحابه رضي الله عنهم وله في ذلك الكثير من المواقف التي سجلتها السيرة النبوية المشرفة والأحاديث الصحيحة ومن ذلك: عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري رضي الله عنه: (أنَّ مِسكينة (أم محجن) مرِضَت فأُخْبِرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بمرضها وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعودُ المساكين ويسأل عنهم فقال رسول صلى الله عليه وسلم: إذا ماتت فآذنوني (أخبروني) فأُخْرِجَ بجنازتها ليلاً وكرِهوا أن يوقظوا رسول اللَّه فلمَّا أصبح رسول اللَّه أُخْبِرَ بالَّذي كانَ منها فقال: ألَم آمُرْكُم أن تؤذِنوني بِها قالوا: يا رسول اللَّهِ كرِهْنا أن نوقِظَكَ ليلًا فخرج رسول اللَّه حتَّى صفَّ بالنَّاس على قبرها وَكَبَّرَ أربع تَكْبيرات ) رواه النسائي وصححه الألباني. وعن قرة بن إياس المزني رضي الله عنه: (كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من الصحابة وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تحبه؟ فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبه فهلك (مات) فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه فحزن عليه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي لا أرى فلانًا؟! فقالوا: يا رسول الله: بنيه الذي رأيته هلك فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره بأنه هلك فعزاه عليه ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا فلان أيما كان أحب إليك: أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدًا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدْتَه قد سبقك إليه يفتحه لك؟ قال: يا نبي الله: بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها لي لهو أحب إليَّ قال صلى الله عليه وسلم: فذاك لك فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله جعلني الله فداءك أله خاصة أو لكلنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل لكلكم).. [رواه النسائي وصححه الألباني]