احتفالية سيبيا رسمت لوحة فسيفسائية مليئة بالألوان عمق التراث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة جانت جدد سكان عروس التاسيلي جانت بولاية إيليزي أمس الأول الموعد مع تظاهرة العيد السنوي سبيبا وسط أجواء احتفالية رائعة رسمتها لوحة فسيفسائية مليئة بالألوان التي امتزج فيها الإيقاع التارقي الأصيل بأهازيج وقصائد مستوحاة من عمق التراث الثقافي المادي واللامادي الذي تزخر به المنطقة. ت. ي عرفت الساحة التي تحتضن تظاهرة العيد السنوي سيبيا بجانت بولاية ايليزي والتي تعرف محليا ب دوغيا ومنذ الساعات الأولى من صباح هذا اليوم توافدا كبيرا للمشاركين من كلا القصرين الميهان و زلواز وهما القصران المعنيان بهذه التظاهرة التقليدية وهم في أبهى حلتهم حيث ارتدوا أفخم أنواع اللباس التقليدي للرجل أوالمرأة حاملين السيوف والآلات التقليدية الإيقاعية على غرار آلة القنقة وغيرها. ويرى أحد أعيان قصر الميهان حساني الشيخ أن عيد سبيبا هو بمثابة حدث وطني لما يكتسيه من أهمية بالغة لدى سكان مدينة جانت على وجه الخصوص ومنطقة التاسيلي عموما مشيرا الى أن هذه المناسبة التي تنظم يوم العاشر من محرم والمعروف محليا ب تيليلين تعد فضاء للإلتقاء بين سكان القصرين بساحة دوغيا التي تقسم شمال المدينة (قصر زلواز) وجنوبها (قصر الميهان) كما تشهد الساحتان المجاورتان للقصيرين المعنيين بتظاهرة سبيبا منذ مطلع شهر محرم تدريبات تحضيرا لليوم الأكبر تيليلين وكذا تحضير مختلف الآلات والأدوات المستعملة في هذه المناسبة على غرار تكمبوت و القنقة وسط أجواء إحتفالية تنافسية وكلهم عزيمة على إبراز الذات في هذا اليوم الكبير.
أجواء تمتزج فيها الأهازيج بالإيقاعات واستعراضات بالسيوف ويتنافس سكان القصيرين ضمن فعاليات هذه المناسبة التقليدية على فترتين وتخص الفترة الصباحية إستعراض اللباس التقليدي الذي يميز الإنسان التارقي حيث يتم إبراز أبهى وأجمل أنواع اللباس وسط أغاني وقصائد شعبية يمتزج فيها الغزل بالمدح والرثاء برفقة إيقاعات تصنعها آلة القنقة كما تشهد الفترة المسائية من تظاهرة سبيبا التي تبدأ عادة بعد صلاة العصر استعراض خاص بالسيوف قبل أن يفترق الجموع بعدها بما يسمى أغاي ناواتاي (دوران الحول) معلنين بذلك نهاية الإحتفالية للإعلان الرمزي عن الفائز في هذه المناسبة كما تحمل إحتفالية سبيبا دلالات اجتماعية متعددة من بينها لمّ الشمل بين أفراد المجتمع الواحد كما أنها موعد أيضا للتلاقي والتواصل. ومن جانبه عبر رئيس جمعية سيدي عامر من ولاية سيدي بلعباس عن سعادته للحضور رفقة عدد من زملائه لأول مرة لهذه التظاهرة الثقافية التقليدية العريقة التي اعتبرها حدثا ثقافيا وطنيا هاما يبرز الزخم التراثي لأحد روافد السياحة الجزائرية من خلال التعرف عن قرب على هذا الموعد السنوي. ووجه ذات المتحدث بالمناسبة رسالة من خلال هذه التظاهرة إلى جميع الجزائريين لحضور مثل هذه المناسبات التقليدية من أجل إعطاء نفس جديد للسياحة الداخلية خاصة في ظل التحفيزات التي أطلقها قطاع السياحة والصناعة التقليدية. للإشارة فإن سكان عروس التاسيلي جانت يحتفلون بمناسبة سبيبا التي تم تصنيفها في 2014 تراثا عالميا من طرف المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).