مختصون يتوقعون تتويجها بجائزة البوكر الأدبية عدسة الميزونة تشرح المجتمع الجزائري
صدرت مؤخرا رواية الميزونة - الشياطين هم الأبطال- للكاتب والصحفي بيومية الشروق طاهر حليسي عن دار نشر كاريزما شهاب 2000 التي لخص فيها الكاتب عصارة أكثر من عقدين من الزمن كصحفي أحداثا استسقاها من الواقع مازجا إيها بعض الخيال وتدور أحداث الرواية في مدينة باتنة وبالضبط بحي لاسيتي شيخي أين يجتمع مجموعة من حثالة المجتمع في الميزونة أي دار حراس القطار المهجورة أين يخطّطون للخروج من الحفرة الفقر التي يعيشون فيها عن طريق عالم الإجرام. ويحاول الفريق المتكون من آزير ديغول الكوربو الديس ضم القزمة للمجموعة من أجل القيام بسرقة العصر وهو ما يحصل وتشاء مخيلة الكاتب أن تقع السرقة على الطريقة الهوليودية بالتزامن مع ربيع الجزائر أكتوبر 88 ليتم توقيف القزمة ويعود بعد خمس سنوات ليجد المجموعة قد تمكنت من تسلق سلم المسؤوليات إلى حد أن أزيز أصبح مستشارا في ديوان بعد انتخابات 1991 بسبب المعريفة أما ديغول فأصبح أميرا إرهابيا. وتنتهي الرواية التي تتناول إشكالية التسلق الاجتماعي والمالي والسياسي في مجتمع متخلخل القيم بحثا عن المال والنفوذ أو النفوذ من أجل المال وتحسين الوضعية والتسلق مهما كانت الوسيلة في الميزونة التي كانت المقر الرئيسي للعصابة وسط مفاجآت كبيرة حيث يحدث اشتباك مع قوات الجيش الوطني بسبب انضمام أعضاء من المجموعة للجماعات الإرهابية ولكن الأمر لا ينتهي هنا تندلع معركة ضروس ما بين الناجين بسبب المال الملوث بدماء ضحايا العشرية السوداء الذي تركه الإرهابيون في الميزونة وكأن الكاتب يؤكد على أن المجتمع أصبح يعيش من أجل الحصول على المال مهما كانت الطريقة. ومن المنتظر أن تكون الرواية حاضرة في المعرض الدولي للكتاب بجناح الأهقار ابتداء من بعد غدا إلى غاية 5 نوفمبر 2017 على أن يقوم الكاتب ببيع بالإهداء يوما قبل ذلك وكان مجموعة من الناقدين الأدبين والمختصين في المجال اللغوي والروائي قد أظهروا اهتماما كبيرا بالرواية التي شرحت واقع المجتمع الجزائري بالإضافة للثراء اللغوي الذي تزخر بيه متوقعين لها نجاحا ليس محليا أو وطنيا بل عالميا وحتى تتويجا بجائزة البوكر للأدب.