وزير الثقافة أشاد بمسيرته الفنية المخرج محمود زموري في ذمة الله ب. هشام توفي المخرج الجزائري محمود زموري صباح أمس السبت بإحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 71 سنة اثر مرض طويل حسب ما علم لدى رئيس جمعية أضواء السينمائية اعمر رايبا ويُنتظر أن يصل جثمان الفقيد اليوم الأحد إلى الجزائر العاصمة حسب ما علم لدى أقاربه ليوارى التراب بمسقط رأسه بوفاريك. وأشاد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي بالمسيرة الفنية للمخرج الراحل محمود زموري معبرا في برقية تعزية عن حزنه العميق لرحيل هذا المخرج الذي سخر حياته للعمل السينمائي وخدمة السينما الجزائرية والارتقاء بها إلى العالمية . واعتبر الوزير أنه برحيل هذه القامة المبدعة تفقد الساحة الثقافية والفنية الجزائرية واحدا من أبرز صانعي المشهد السينمائي في الجزائر من خلال أعماله التي ستخلد لإسمه ومشواره . وعرف المخرج والممثل محمود زموري -وهو من مواليد مدينة بوفاريك (البليدة) في 1946- بمسار سينمائي ثري حيث اشتهر بإخراجه للعديد من الأفلام على غرار سنوات التويست المجنونة و مائة بالمائة أرابيكا و بور بلان روج بالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني عمارة الحاج لخضر . وبرحيل المخرج المتميز محمود زموري تكون الساحة السينمائية قد فقدت احد أقطاب الفن السابع الجزائري الذي أثرى المشهد بأعمال ذات نكهة خاصة تحمل مواضيع وبكثير من الجرأة والمشاكسة أحيانا متبنيا في الكثير من افلامه اسلوبا كوميديا يقارب الميلودراما. واختار ابن بوفاريك مدينة البرتقال وأول أعماقه وبقي وفيا لها رغم هجرة مبكرة وطويلة حيث قضى محمود المعروف بطبعه المشاكس وصراحته اغلب سنوات عمره في فرنسا حيث اشتغل في عالم الاضواء كممثل وكاتب سيناريو ومخرج. بدأ التمثيل في 1977 في فيلم فرنسا الأخرى لعلي غانم ثم تبعته أدوار عدة في أفلام سينما وتلفزيونية فرنسية وأجنبية. كما مثل في بعض أفلامه ك مائة بالمائة ارابيكا (1997) و شرف القبيلة (1993) المقتبسة قصته عن رواية بنفس العنوان للراحل رشيد ميموني. كما مثل في فيلم أبيض خشب الابنوس (Blanc d ebène) للمخرج الغاني شيخ دوكوري (1991) إلى جانب عدة ادوار في التلفزيون. ولج محمود زموري عالم الإخراج في بداية الثمانينات بفيلم خذ 10000 عشرة آلاف فرنك وارحل (1981) أو فيلم مائة بالمائة آرابيكا (بطولة الشاب خالد ومامي) أو فيلم سنوات التويست المجنونة 1986 وفيلم من هولييود إلى تمنراست (1991). وحافظ زموري في اغلب اعماله على الأسلوب الكوميدي الناقد. وبرز هذا الميل أيضا في آخر افلامه حلال مؤكد الذي عرض بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة في 2015 وهو من إنتاج مشترك بين الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وانتينيا للسمعي البصري وفنك للإنتاج بفرنسا وبدعم من وزارة الثقافة.