397 مدنيا ماتوا جوعا في غوطة دمشق ** تتمدد قائمة ضحايا الجوع يوما بعد آخر في ظل تواصل النزاعات في المناطق العربية فهذه الحروب التي لا تنتهي أدت إلى خسائر عجزت حتى المنظمات الدولية على إحصائها فالواقع اكبر من أن يقاس في زمن الحرب والفتن ! ق.د/وكالات قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء إن نظام بشار الأسد يحاصر منذ 5 سنوات 350 ألف مدني في الغوطة الشرقية بريف دمشق لافتة إلى أن الحصار أدى إلى وفاة 397 مدنيا بينهم 206 أطفال و67 سيدة بسبب الجوع ونقص الدواء. وأوضحت الشبكة في تقرير لها أن النظام السوري بدأ منذ أكتوبر 2012 حصارًا جزئيًا على منطقة الغوطة الشرقية ما لبثَ أن توسع في أكتوبر 2013 وأصبح حصارًا مطبقا بشكل شبه كامل . وأضافت: سجلنا بداية 2015 دخول بعض المواد الغذائية عبر معبر مخيم الوافدين إلى مناطق محدودة في الغوطة الشرقية إثر اتفاق بين النظام وفصائل في المعارضة المسلحة كما كان يتمُّ تهريب بعض السلع والمواد الغذائية عبر أنفاق تربط الغوطة الشرقية بأحياء القابون وبرزة وتشرين في مدينة دمشق . وتابعت أنه في 18 فيفري الماضي شنَّت قوات النظام حملة عسكرية واسعة على الأحياء الشرقية لمدينة دمشق (القابون وتشرين) وسيطرت بشكل شبه كامل على الأنفاق التي تصل الغوطة الشرقية بهذين الحيَّين كما أغلقت معبر الوافدين نهاية مارس الماضي . وشددت على أن هذين التطورين تسببا بشُحّ رهيب في المواد الغذائية الأساسية كحليب الأطفال وارتفعت أسعار السلع كلها بشكل صارخ إن وجدت ولجأ السكان إلى الاعتماد على بعض المزروعات والحشائش . وخلال الأيام الماضية توفي رضيعان بسبب سوء التغذية في غوطة دمشق الشرقية الناجم عن اشتداد الحصار 1100 طفل تحت قبضة الجوع ويعاني أكثر من 1100 طفل في منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام قرب دمشق من سوء تغذية حاد وفق ما أفادت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) . وتظهر إحصاءات أجرتها المنظمة في الأشهر الأخيرة أن 1114 طفلاً في الغوطة الشرقية يعانون من أشكال عدة من سوء التغذية بينها النوع الأكثر خطورة والمعروف بسوء التغذية الحاد الشديد. وقالت متحدثة باسم المنظمة مونيكا عوض ل فرانس برس إن عمليات التقييم الأخيرة تظهر أن 232 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لإبقاء الطفل على قيد الحياة. وأضافت يعاني 828 طفلاً آخرون من سوء تغذية حاد متوسط فيما 1589 طفلاً مهددون . وأفادت عوض عن وفاة رضيعين طفلة عمرها 34 يوماً وطفل عمره 45 يوماً جراء عدم كفاية الرضاعة الطبيعية مؤخراً. وبحسب عوض لا تحصل الأمهات على الغذاء الجيد ما يجعلهن هزيلات وغير قادرات على إرضاع أطفالهن . وتعاني منطقة الغوطة الشرقية بين آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق من حصار خانق منذ العام 2013. ورغم كونها إحدى أربع مناطق يشملها اتفاق خفض التوتر لكن دخول المساعدات لا يزال خجولاً ما يفاقم معاناة المدنيين في ظل ندرة مواد غذائية رئيسية. وقالت عوض الاحتياجات الإنسانية كبيرة. يحتاجون إلى الغذاء والدواء وإمدادات غذائية علاجية . ويعيش نحو 400 ألف شخص في المنطقة الواقعة شرق دمشق. وتسبب الحصار بنقص كبير في الأدوية والمواد الغذائية فضلا عن ارتفاع أسعارها بشكل جنوني في الأسواق إن وجدت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودخلت آخر قافلة إنسانية تحمل مساعدات غذائية وطبية ومستلزمات أخرى مخصصة ل25 ألف شخص في ثلاث مدن محاصرة في الغوطة الشرقية في 23 سبتمبر بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. إلا أن هذه المساعدات ليست كافية لتلبية حاجات جميع الأطفال بحسب منظمة يونيسف. مأساة ثلاثية من جهتها وصفت الأممالمتحدة الأوضاع في اليمن بأنها مأساة ثلاثية الأبعاد تجمع بين خطر المجاعة وأكبر تفشي لوباء الكوليرا في العالم إضافة للحرب التي أدت لانعدام الأمن الغذائي لنحو 17 مليون نسمة في البلاد . وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق خلال مؤتمر صحافي اليوم الإثنين في مقر المنظمة بنيويورك إن منسق شؤون الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك قام امس الثلاثاء بزيارة إلى اليمن تستغرق 5 أيام للاطلاع على التداعيات الهائلة والصادمة التي خلفتها الحرب والبحث عن سبل تعزيز الاستجابة الجماعية للاحتياجات الإنسانية العاجلة . وأشار إلى أن لوكوك سيلتقي خلال هذه الزيارةأيضًا كبار المسؤولين اليمنيين في عدن وصنعاء لمناقشة كيفية تعزيز عملية المساعدات وتوسيع المساحة الإنسانية لإنقاذ وحماية الأرواح المدنية. ولفت المتحدث الأممي إلى أن مجموع الإصابات بوباء الكوليرا باليمن وصل إلى أكثر من 860 ألف شخص إضافة إلى ما يزيد عن 2100 حالة وفاة مرتبطة بالوباء الذي يتفشى في البلاد منذ 27 افريل الماضي. وكانت الأممالمتحدة قد رفعت في اوت الماضي ميزانية خطة الاستجابة الإنسانية لمواجهة الأزمة في اليمن بنسبة 13 في المائة إلى 2.3 مليار دولار نظرًا لتفشي الكوليرا في البلاد. وتسعى الأممالمتحدة من خلال خطة الاستجابة للوصول إلى 12 مليون شخص ستقدم لهم خدمات إنقاذ الأرواح والحماية في جميع أنحاء البلاد. وتشير إحصائيات الأممالمتحدة إلى أن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية في اليمن وصل حاليًا 20.7 مليون شخص فيما يحتاج حوالى 9.8 ملايين شخص بشدة لمساعدات منقذة للأرواح. ويشهد اليمن منذ نحو 3 أعوام حربًا ضارية بين القوات الحكومية المسنودة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة ومسلحو أنصار الله (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة ثانية مخلفة أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.