ق. حنان يشكل الشباب المصابون بالسكري في الجزائري، نسبة 25 بالمائة، تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، وهذا من مجمل عدد المصابين المقدر عددهم حسب الإحصائيات الموجودة ب1.7 مليون شخص، من بينهم أيضا 80 ألف طفل، وهي الأرقام التي يعزوها الأطباء والمختصون في هذا المجال، إلى عدم ممارسة هؤلاء للرياضة، بجانب انتشار البدانة وتغير نمط المعيشة والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون. وكان رئيس جمعية مرضى السكري بالجزائر، السيد "اوحدة فيصل" قد أشار بوضوح إلى علاقة النمط الغذائي الذي يعتمد عليه الكثير من الشباب والمراهقين اليوم، وبين تضاعف حالات الإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض الأخرى، لدى هذه الشريحة من المجتمع، إلى جانب، تجنب الكثير منهم تناول الخضر والأطعمة الصحية والغنية، بالفيتامينات والألياف، التي يتم إعدادها من طرف أمهاتهم أو زوجاتهم، واعتماد نسبة كبيرة منهم على الأطعمة والوجبات السريعة المحضرة خارج المنزل، على مدار اليوم، سواء ما تعلق بوجبتي الغذاء والعشاء أو ما تخللهما من وجبات خفيفة، موضحا أن مشكلة تجنب تناول الخضر والأطعمة الصحية من طرف الشباب والمراهقين والأطفال في الجزائر، أضحى مشكلة تؤرق غالبية الأسر، وهو ما ضاعف حسبه، من نسبة انتشار الأمراض في أوساط الشباب، وعلى رأسها مرض السكري، الذين يشكلون منه نسبة 25 بالمائة مثلما سبقت الإشارة إليه، لتتوالى بعدها التعقيدات الصحية والمضاعفات بسبب هذا الداء. هذا إلى جانب، عدم ممارسة الكثير من الشباب للرياضة، رغم توفر المرافق والمساحات اللازمة لذلك، على الأقل ممارسة رياضة المشي، أو الجري في الغابات والمساحات الخضراء، إن لم تتوفر الإمكانيات لممارستها داخل المرافق الرياضية وصالات الألعاب وغيرها، مع تجنب التدخين، وإتباع نظام صحي متوازن، مما يعده الأخصائيون الوصفة السحرية للوقاية من مرض السكري، والتقليل من عدد الإصابات، لاسيما وان كثيرا من المصابين قد يجهلون إصابتهم بالداء، نظرا لعدم إتباعهم أو إجرائهم لأية فحوص، ما يجعل الأرقام المتوفرة حول عدد المصابين بالسكري في الجزائر أرقاما بعيدة عن الواقع، وكثيرون قد لا يكتشفون إصاباتهم إلا مصادفة، ومن بينهم شريحة الشباب والمراهقين التي لا تولي أهمية كبرى للفحوصات الطبية الدورية، ولا لشروط السلامة الصحية الضرورية السالفة الذكر، كممارسة الرياضة والوقف عن العادات السيئة كالتدخين، وإتباع نظام غذائي متوازن. وأظهرت العديد من الدراسات الطبية في هذا المجال، علاقة الأطعمة والوجبات السريعة والخفيفة، بأمراض السكري و البدانة وغيرها، والارتباط الوثيق بين تناول الوجبات السريعة، وبين زيادة الوزن و مقاومة الجسم للأنسولين ، حيث وجد الباحثون أن الوجبات السريعة تزيد من مخاطر الإصابة بالبدانة ومرض السكري غير المعتمد على الأنسولين، نتيجة للدهون التي تتجمع في كل من الشرايين ولأوعية الدموية. ما يؤدي إلى اعتلالها ويحول دون وصول الدم إلى القلب بشكل كاف.