أكّدت البروفيسور ميموني صفية من مستشفى بئر طرارية بالعاصمة أن عدد الأطبّاء القائمين على خدمة مرضى السكّري في الجزائر لا يتعدّى ال 10 في المائة، فيما يصل إلى 50 بالمائة في الدول الأوروبية والولايات المتّحدة الأمريكية، داعية إلى ضرورة إيجاد حلّ من أجل التكفّل الأمثل بمرضى السكّري، خصوصا وأن الجزائر تعدّ من البلدان الأوائل في العالم إصابة بهذا المرض. وقدّمت الأستاذة في اللّقاء العلمي الذي جمع رؤساء ومديري المؤسسات الاستشفائية بالوسط من أجل التحسيس بمرض السكّري ومخاطره، أرقاما مرعبة عن مخاطر هذا الداء الذي يفتك بالإنسانية في العالم، حيث كشفت عن تعرّض مرضى السكّري لبتر القدم كلّ 30 ثانية حول العالم، حسب الإحصاءات الصادرة عن منظّمة الصحّة العالمية. وأفادت الأستاذة بأن 7.1 مليون شخص جزائري مصاب بمرض السكّري في إحصائيات طبّية أنجزت في أواخر السنة الماضية، مشيرة إلى أن نصف مليون شخص في الجزائر يجهلون إصابتهم بهذا الداء الذي طال 80 ألف طفل، كما يمسّ آلاف الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، وهو ما يعزوه أطبّاء إلى عدم ممارسة هؤلاء للرّياضة، بجانب انتشار البدانة وتغيّر نمط المعيشة والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون. وأبرزت كشوفات نشرتها الجمعية الجزائرية لمرضى السكّري أن 25 بالمائة من المصابين هم شباب، إضافة إلى 10 بالمائة من الأطفال، بينما تتوزّع ال 65 بالمائة المتبقّية على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة، فضلا عن الكهول والمسنّين. ولفت متحدّث باسم الجمعية المذكورة إلى أن أكثر من 49 في المائة من مرضى السكّري بكلّ أنواعه مصابون بمرض شبكة العين المتّصل بهذا الداء، وأوضح مختصّون أن معظم الحالات المرصودة قد تؤدّي إلى العمى، وأتى ذلك في أعقاب دراسة شملت نحو 1033 مريضا بالسكّري بكلّ أنواعه، وتبيّن أن أغلب هؤلاء يعانون متاعب صحّية جمّة على مستوى شبكية العين. وذكرت من جهتها الأستاذة زكري أن 10 بالمائة من المصابين بداء السكّري يعانون من آفات على مستوى القدم مع وجود من 6 إلى 8 بالمائة بترت أقدامهم، ومن بين هؤلاء سيخضع 50 بالمائة منهم لعملية بتر قدم، خلال خمس سنوات القادمة. وفيما يتعلّق بالعلاج ذكرت الأستاذة دواء »إينفانز« وهو مضاد حيوي جديد يعمل ضد البكتيريا الرئيسية المسؤولة عن عدوى القدم السكّري، قائلة إن هذا الدواء أكثر كفاءة، حيث أن حقنة واحدة يوميا لها فوائد بالمقارنة مع غيرها من المضادّات الحيوية التي تسمح بإعطاء الرّاحة للمريض، كما أنها لا تكلّف المستشفى أعباء إضافية على عكس العلاجات الأخرى، مشيرة إلى أن المشكل المطروح حاليا هو انتقال عدوى القدم السكّرية الذي يعدّ مشكلة حقيقية للصحّة العامّة، كما أن المشكل نفسه يطرح في مختلف مستشفيات العالم. وأضافت المتحدّثة أن ما يقارب العشرة في المائة من هؤلاء المرضى مبتوري الأطراف يتلقّون تأثيرات ثقيلة على الجانب النّفسي والوظيفي، ففي معظم الحالات لا يتقبّل مريض السكّري بتر قدمه، الوضع الذي يؤثّر على عائلة المريض وبيئته. وفي سياق ذي صلة، قالت البروفيسور رمضاني نجية إن عدوى القدم السكّري خطيرة للغاية، باعتبارها المسؤولة عن 50 بالمائة من عمليات البتر، مشيرة إلى أن نصف عدد مرضى السكّري مرشّحين لبتر القدم خلال خمس سنوات، وأضافت المتحدّثة أن 15 بالمائة من المرضى يتعرّضون لقرحة على مستوى القدم، بينما 50 بالمائة من المرضى يتوفّون. وفي هذا الصدد، قالت الأخصّائية إن التكفّل الجيّد بالقدم السكّري من شأنه أن يقلّل حالات بتر الأطراف إلى 50 بالمائة، مذكّرة بأن أكثر من مليون عملية البتر تحدث سنويا في العالم، وهو ما يعدّ تهديدا للصحّة العالمية.