لقد كانت مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل على موعد مع أمر عظيم كان له تأثيره في مسيرة البشرية كلها وسيظل يشرق بنوره على الكون كله إنه ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان مولده ميلاد أمة سعدت بميلادها الأمم إذ هدى الله به من الضلالة وعلم به من الجهالة وفتح الله به أعينًا عميًا وقلوبًا غُلفًا إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن وصفوة الأنام أعظم الناس أخلاقًا وأصدقهم حديثًا وأحسنهم وأكثرهم عفوًا خير من وطئ الثرى سيد ولد آدم أول من تنشق عنه الأرض وأول من تُفتح له الجنة قال عنه أبو هريرة رضي الله عنه : ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وسئل البراء بن عازب رضي الله عنه : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر . وقالت أم معبد في بعض ما وصفته به: أجمل الناس من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب وفي حديث ابن أبي هالة: يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر . وقال عنه حسان بن ثابت رضي الله عنه : وأفضل منك لم تر عيني وأحسن منك لم تلد النساء خُلِقْتَ مبرءا من كل عيب كأنك خُلِقْتَ كما تشاء وقال عن مولده عمه العباس رضي الله عنه : وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ فِي الضِّيَاءِ وَسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ وقال أحمد شوقي : وُلِدَ الهدى فالكائناتُ ضياء وفمُ الزمانِ تَبَسُّمٌ وثناءُ الروحُ والملأ الملائِكُ حوله للدين والدنيا به بُشَراءُ بك بشر اللهُ السماءَ فزينت وتضوعت مسكا بك الغبراءُ يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد وضَّاء