هدي الرسول التعليم النبوي بالسؤال عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مَثَلُ المسلم حَدِّثوني ما هي؟! فوقع الناس في شجر البادية ووقع في نفسي أنها النخلة قال عبد الله: فاستحييت فقالوا: يا رسول الله أخبرنا بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة قال عبد الله: فحدَّثت أبي بما وقع في نفسي فقال: لأن تكون قلتها أحب إليّ من أن يكون لي كذا وكذا) رواه البخاري وقال النووي: وفي هذا الحديث فوائد: منها استحباب إلقاء العالم المسألة على أصحابه ليختبر أفهامهم ويرغبهم في الفكر والاعتناء. وفيه: ضرب الأمثال والأشباه. وفيه: توقير الكبار كما فعل ابن عمر لكن إذا لم يعرف الكبار المسألة فينبغي للصغير الذي يعرفها أن يقولها. وفيه: سرور الإنسان بنجابة ولده وحسن فهمه وقول عمر رضي الله عنه: لأن تكون قلتَ هي النخلة أحب إليَّ من كذا وكذا أراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو لابنه ويَعلم حسن فهمه ونجابته . ومن المواقف النبوية في التعليم والتربية من خلال السؤال: ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتي مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وَسَفَك دم هذا وضرب هذا فيُعْطَى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طُرِح في النار) وفي رواية ابن حبان: (أتدرون من المفلسُ؟). قال ابن عثيمين: قوله: (أتدرون ما المفلس؟) الاستفهام هنا للاستعلام الذي يُراد به الإخبار لأن المستفهِم تارة يستفهم عن جهل ولا يدري فيسأل غيره وتارة يستفهم لتنبيه المُخَاطَب لما يُلْقَى إليه أو لتقرير الحكم . وقال الطيبي: وهذا سؤال إرشاد لا استعلام .