تسرّب دراسي وأمراض نفسية الهواتف الذكية تدمّر أطفالنا إنتشرت مؤخرا في مجتمعنا ظاهرة إقتناء الأولياء الهواتف الذكية لأبنائهم وهم في سن صغير لا يتجاوزون غالبا سن السبع سنوات حيث أصبحت موضة وإنتشر بشكل واسع بين الأطفال بترخيص من الوالدين أو دون علمهم في بعض الأحيان . يجهل العديد من الأباء والأمهات مخاطر إستعمال الأطفال الهواتف الذكية وهم في سن يحتاجون فيه إلى دفيء وحنان عائلي واللعب مع الأصدقاء فنحن نرى في العديد من الأسر الجزائرية أبناء منعزلين عن الجو العائلي ومنحصرين في العالم الإفتراضي ومخاطر إستعمال الأنترنت عديدة لاسيما للأطفال دون سن 18 فقد شهدت بلادنا مؤخرا حالات إنتحار أطفال سببها لعبة الحوت الأزرق التي يتم إستعمالها من خلال تحميل اللعبة من بلاي ستور وأغلبية المنتحرين أطفال لا يتعدى سنهم 15 سنة وهنا اللوم يلقى على الأباء لجهلهم التام لمخاطر الهواتف على أبنائهم وكذا غياب المراقبة عن كثب في طريقة إستعمالهم للهواتف. تسرب دراسي وأمراض نفسية وأيضا سجلت مديريات التربية عبر الوطن تراجعا كبيرا لمعدلات التلاميذ للأطوار الثلاثة (الإبتدائي المتوسط والثانوي) وأرجع المسؤولون ذلك إلى أسباب عديدة منها الإستعمال المفرط للأنترنت من خلال الهواتف النقالة إما بلجوء إلى الفايسبوك أو تحميل أحدث الألعاب أو مشاهدة الفيديوهات على اليوتيوب . وأطفالنا اليوم أصبحوا أكثر عرضة للأمراض النفسية وهم في سن صغير للكأبة وحب العزلة ونفور من الجو العائلي ونذكر على سبيل المثال حالة الطفلة أريج ذو خمس سنوات التي لا تستمتع بطفولتها فهي تجد صعوبة كبيرة في الإختلاط مع من هم في سنها لا تتكلم ولا تحب الجلوس مع الأشخاص بل تفضل اللعب بهاتف والدتها ومتابعة الفيديوهات الخاصة بالأطفال على اليوتيوب وفي حديثنا مع أم أريج أعربت لنا عن حزنها الشديد لحالة إبنتها وإعترفت أنها تتحمّل المسؤولية لأنها عودت إبنتها على اللعب منذ أن كان عمرها سنة. في حين يرى مختصو علم النفس انه ينبغي أن يعيش الطفل طفولته الكاملة وعلى الأولياء أن يبعدوا أطفالهم عن تكنلوجيا وأن يقضوا أوقاتهم أكثر مع العائلة وتزويدهم بكل الحنان والمحبة.