يشهد القطب الشمالي حاليا ارتفاعا في درجات الحرارة بلغ ثلاثين درجة فوق المتوسط الموسمي مما يعتبر حالة غير طبيعية ينتظر أن تستمر لعدة سنوات وفقا للعلماء الذين ينحون باللائمة في ذلك على الاحتباس الحراري. فقد وصلت درجات الحرارة في روسيا -35 وفي بولندا -12 وفي شرق فرنسا -10 هذا في الوقت الذي كان فيه القطب الشمالي وهو يقبع في ظلام الليل القطبي يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة التي ارتفعت أحيانا إلى ما فوق الصفر بسبب موجات من التيار الساخن. وتعليقا على هذا الوضع نقلت لوفيغارو عن خبيرة الأرصاد الجوية الفرنسية أتيين كابيكيان قولها إن ارتفاع حرارة القطب الشمالي الحالي وموجة البرد التي تجتاح أوروبا مرتبطان بشكل مباشر . لكن هل يمكن أن تعزى هذه الظاهرة إلى تغير المناخ العالمي؟ هذا ما شككت فيه عالمة المناخ في معهد بواتسدام لبحوث تغير المناخ مارلين كاتشمير إذ تقول من الصعب ربط هذا الحدث بالاحترار العالمي غير أن هذا الاتجاه الذي نعيشه اليوم والمتمثل في قطب شمالي دافئ وقارة أوروبية باردة مرتبط بتغير المناخ ولا يعد ارتفاع درجات الحرارة أخبارا جيدة للطوف الجليدي الذي أصبح هزيلا أكثر من أي وقت مضى وذلك حسب القياسات التي تجرى منذ أكثر من خمسين عاما. ولم تعد مساحة الجليد المقيسة في المناطق المحيطة بارخبيل سفالبارد النرويجي شرق غرينلاند تبلغ حسب قياس أجري الاثنين الماضي سوى 205.727 كلم مربع أي أقل من نصف المساحة المتوسطة خلال الفترة الممتدة من 1981 إلى 2010 وفقا للبيانات النرويجية وعموما يعتقد علماء المناخ أن المحيط المتجمد الشمالي من المرجح أن يكون خاليا من الجليد خلال فصول الصيف بحلول عام 2050.