يعتزم علماء يعملون مع منظمة "غرينبيس" البيئية وضع أول نموذج ثلاثي الأبعاد من الغطاء الجليدي في القطب الشمالي، وذلك في إطار بعثة من المفترض أن تنطلق اليوم من أرخبيل سفالبارد النروجي وسيستعمل العلماء غواصة مستقلة لقياس الجزء المغمور بالمياه من الغطاء الجليدي وأجهزة مسح بأشعة الليزر لقياس الجزء الذي يطفو على السطح بغية الحصول على نموذج ثلاثي الأبعاد يشمل التجاعيد الناجمة عن الضغط وهي عبارة عن تشوهات في الجليد سببها تعاقب الحرارة والبرد على الغطاء الجليدي. و يقول البروفسور بيتر وادهامس إن تجاعيد الضغط التي قد يصل عمقها إلى 50 مترا "تراجعت من حيث العدد والكثافة بسرعة أكبر بكثير من الغطاء نفسه. نريد أن نعرف إذا كانت تذوب أو تتفكك أو الاثنين معا". وتشكل هذه الخطوة المرحلة الثانية من بعثة ستدوم شهرا كاملا وسيتوجه خلالها فريق دولي يمثل "كل قارة قابلة للسكن" على متن سفينة "أركتيك صن رايز" التابعة ل"غرينبيس" إلى القطب الشمالي لتحويله إلى منطقة خالية من التنقيب النفطي والصيد الصناعي. و قد أطلقت هذه الحملة في 21 جوان على هامش قمة "ريو +2+" حول التنمية ويشارك فيها ممثلون ومخرجون ونجوم روك ورجال أعمال. وفي نهاية الحملة، ستضع "غرينبيس" في أعماق القطب الشمالي البحرية، على عمق 4 كيلومترات تحت الجليد، "لفافة قطبية" تحمل ملايين التواقيع التابعة لشخصيات ساهمت في حماية القطب الشمالي، مثل الممثلين هيو غرانت وجود لو وإميلي بلانت وروبرت ريدفورد والمخرجين بيدرو ألمودوفار وستفين فريرز والمغنين بول مكارتني وآني لينوكس وبراين آدامز. ومن المفترض أن تبدأ شركة النفط العملاقة "شل" في الاسابيع المقبلة بأعمال تنقيب بحرية استكشافية في موقعين في القطب الشمالي بالقرب من ألاسكا. ومن المفترض أن تقوم شركة النفط الروسية العملاقة "غازبروم" بدورها باعمال تنقيب بحرية هذه السنة. ويقدر الخبراء قيمة احتياط النفط في القطب الشمالي ب900 ألف مليار دولار، ما يثير مطامع البلدان الحدودية أي روسيا وكندا والنروج ودنمارك والولايات المتحدة.