واحة الذاكرين دُعَاءُ الفَزَعِ فِي النَّوْمِ ومَنْ بُلِيَ بالوَحْشَةِ قوله: ((بالوَحشة)) قيل: الهَمُّ وقيل: الخَلوة وقيل: الخوف. ((أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ)) - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قوله: ((أعوذ بكلمات الله)) والمراد بكلمات الله أسماؤه الحسنى وكتبه المنزلة وإنما وصفها بالتامات لكونها خالية عن النقص والعوارض أو بمعنى المحكمات لأن أسماء الله محكمة لا يجري فيها النسخ والتغيير والتبديل... ونحو ذلك. قوله: ((من غضبه)) والغضب نفسه شدة غليان الدم عند حصول أمر مكروه وذلك بحق المخلوق وهذا المعنى محال على الله _ تعالى _ ولكن نَصِفه بما وصفَ به نفسه من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل. [قال المصحح: الصواب الحق: أن غضب الله تعالى من صفاته الفعلية التي يفعلها إذا شاء على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى فهو يغضب إذا شاء على من يشاء ولا يشبه غضبه غضب أحد من خلقه ونصفه تعالى بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل] قوله: ((ومن همزات الشياطين)) والهمزات جمع همزة والهمزة النخس والمعنى أن الشياطين يحثون الناس على المعاصي ويغرونهم عليها فاستعاذ من نخساتهم ومن أن يحضروه أصلاً ويحوموا حوله. قوله: ((وأن يحضرون)) أصله يحضروني سقطت الياء للتخفيف أي: وأن يحضر الشياطين عندي في جميع الأحوال. ...... شجاعة أبي طلحة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل (رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع) . بربك قل لي : إن كان هذا حال صوته فكيف زنده ونبله وسيفه ورمحه؟! لقد كان أبو طلحة - رضي الله عنه - ممن شهدوا بدرًا وأبلى في تلك الغزوة بلاءً حسنًا . وفي يوم أحد كان من الأبطال الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودافع عنه بكل ما يملك . وعن أنس رضي الله عنه أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكان رجلاً راميًا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رمى أبو طلحة رفع بصره ينظر أين يقع سهمه وكان يدفع صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ويقول : يا رسول الله هكذا لا يصيبك سهم (رواه أحمد وقال الأنؤوط: إسناده صحيح) . وكان إذا بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم جثا بين يديه وقال : نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء . وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين : من قتل قتيلاً فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم (رواه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .