قوبلت الوساطة التي أطلقها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لإقامة حوار بين الحكومة والمعارضة اليمنية لإنهاء الأزمة السياسية، برفض قاطع من قبل شباب الثورة المعتصمين في 15 محافظة يمنية. وقد أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في بيان رفضها المطلق لأي مساع لا تحقق المطلب الأساسي للثوار المتمثل برحيل فوري وغير مشروط للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونظامه. وجاء في البيان الذي تُلي على منصة ساحة التغيير بصنعاء "لقد حملنا الشهداء الذين رووا بدمائهم هذه الثورة وضحوا بأرواحهم من أجلها أن نحميها. وأي حلول لا ترتقي إلى إسقاط النظام تعد خيانة للدماء والأرواح". وشدد البيان على أنه "لا أوصياء على الثورة التي تمثل إرادة الشعب اليمني الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر والتضحية والصمود". وكان مصدر حكومي مسؤول قد أشاد بالدور السعودي الداعم لقرار مجلس وزراء خارجية دول الخليج العربية المتضمن دعوة الأطراف اليمنية إلى الحوار وحل الأزمة السياسية بطرق سلمية، في الرياض. وأكد المصدر حرص الحكومة اليمنية على حل أي خلافات من خلال الجلوس على طاولة الحوار وبعيدًا عن أي عنف أو فوضى أو تخريب. تكفير الخطيئة وفي معرض تعليقه على الدعوة الخليجية شجب عضو المركز الإعلامي بساحة التغيير بصنعاء علي الجرادي الدور السعودي حيال الأزمة اليمنية، متهما الرياض بارتكاب خطأ فادح في عام 1978 حينما سلمت علي صالح الحكم وضغطت على المكونات الاجتماعية حينذاك للقبول بهذا الأمر "ومنذ 33 عاما من حكم صالح ذاق اليمنيون الأمرين". وطالب الجرادي في حديث للجزيرة نت السعودية بالتكفير عن "هذه الخطيئة التاريخية" من خلال مطالبة صالح بالتنحي صراحة، خاصة بعد أن خرج اليمنيون بالملايين يطالبون برحيله. واعتبر أن أي وساطة للحوار مع النظام هي بمثابة طوق نجاة للسلطة ودعم مباشر لها. كلمة الشباب من جهته قال رئيس حزب الحق والقيادي في أحزاب اللقاء المشترك المعارضة حسن زيد إن أحزاب اللقاء ليست طرفا رئيسيا فيما يجري في اليمن حاليا بل هي شريك فيه، وأكد أن الطرف المعني بقبول الوساطة الخليجية هم الشباب الموجودون في ساحات التغيير وميادين الحرية بعموم المحافظات. وتوقع زيد قبول الشباب بالوساطة الخليجية إذا تمخض عنها "ترتيب الرحيل العاجل للرئيس". أما الناطق الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد الصبري فقد هون من الدعوة الخليجية، وعدها نداءً أطلق في فضاء إعلامي وهي أشبه ما تكون بتعبير عن نوايا، كما قال. وأوضح الصبري أن الأوضاع اليمنية لا تحتمل إطلاق كلام يعبر عن نوايا، مؤكدا أن النظام كلما أعطي فرصة مارس مزيدا من القتل والجرائم ضد الإنسانية. وقال إن ما حدث اليوم في صنعاء وتعز والحديدة من قتل لم تعد الوساطة أو الحوار تجدي نفعا معه بأي حال من الأحوال.