على خطى الحبيب في شهر الخيرات ** رسولنا الحبيب هو النور الهادي الذي نسير على خطاه لنحظى برضى الرحمن وننال شرف دخول جنته.. فلنا في كل شأن من شئون حياتنا دليل منه للخير ولنا في كل مناسبة نمر بها سنة نأخذها منه للننال الثواب والبركات.. كان النبي يفطر على التمر أو الماء ثم يصلى صلاة المغرب ثم يكون جلوسه للإفطار كاملاً وقد حثنا النبي على تعجيل الفطر وهو إنهاء الصوم وبل العروق بالماء أو بغيره ثم الصلاة وخلال تأدية الصلاة تتهيأ المعدة بما حصلت عليه من ماء أو تمر لاستقبال المزيد بعد طول فترة جفاف فلا تتعب. وفى هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فمن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور . وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحض على الفطر بالتمر من حرصه على أمته لما فى التمر من الخواص الطبيعية التي لها تأثير مفيد على الجسم وأعضائه. كما أن الفطر على الماء وحده مفيد جدا أيضا فطول بقاء المعدة بدون أكل خلال الصيام يصنع لها نوعًا من التيبس فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده. بركة السحور كذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث دومًا على الاهتمام بوجبة السحور ويحث على تأخيره فتناول الطعام والشراب قبل الفجر يعين الصائم على تحمل صوم دون خمول أو كسل.. لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول على طعام السحور إنه بركة فقال: تسحروا فإن في السحور بركة . فبركة السحور فى أنه يمنح الصائم القوة على العمل مع الصيام كما أن فى السحور بركة لأنه الطعام الذى يتناوله الإنسان بنية العبادة.. لذلك قال: استعينوا بطعام السحر (أى وقت السحر) على صيام النهار وبالقيلولة على قيام الليل والسحور لمن لا يعلم من خصائص الأمة الإسلامية فالأمم السابقة من قبلنا كانوا يصومون ولا يتسحرون لحرمة الأكل إذا ناموا فعن عمرو بن العاص _ رضى الله عنه _ أن رسول الله طصلى الله عليه وسلم قال: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر وكان سحور رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قريبا من الفجر فكان يفرغ منه وبينه وبين صلاة الفجر مايوازى نحو عشرين دقيقة بتوقيتنا. *أدب الطعام النبوي وكان الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ يقول عند الفطر اللهم أنى لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت وعليك توكلت ذهب الظمأ وأبتلت العروق وثبت الأجر يا واسع الفضل إن شاء الله . وكان _ صلى الله عليه وسلم _ لا يعيب طعاما قط إن إشتهاه أكله وإن كرهه تركه وسكت وكان لا يجمع على مائدته ألوانا من الطعام ويكتفى بالقدر القليل من الطعام وكان _ صلى الله عليه وسلم _ يغسل يديه قبل الأكل وبعده وكان إذا وضع يده فى الطعام يقول بسم الله ويأمر الآكل معه بالتمسية وقال فى ذلك: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى فإذا نسى أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره فتارك التسمية على الطعام يشاركه الشيطان طعامه وشرابه وإذا كان الآكلون جماعة فسمي أحدهم يقول الشافعي تجزىء التسمية من الواحد عن الباقيين. وكان يحث على التيامن فى الطعام فيأكل بيمينه ويشرب بيمنه وينهى عن مخالفة ذلك بقوله: إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله . وإذا فرغ من الطعام قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين . وإذا رفعت المائدة كان يقول: الحمد لله حمد كثيرًا طيبًا مباركًا فيه . هذه كانت مائدة نبينا وآدابه صلى الله عليه وسلم فى تناول الطعام _ جمعنا به فى جنة الخلد بإذن الله..