وأما فرحه عند لقاء ربه: فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً فيجده أحوج ما كان إليه كما قال تعالى: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً وقال تعالى: يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وقال: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره وقد تقدم قول ابن عيينة: أن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم بل يدخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة. وفي المسند _عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس من عمل يوم إلا يختم عليهس. وعن عيسى عليه السلام قال: (إن هذا الليل والنهار خزانتان فانظروا ما تضعون فيهما فالأيام خزائن للناس ممتلئة بما خزنوه فيها من خير وشر وفي يوم القيامة تفتح هذه الخزائن لأهلها فالمتقون يجدون في خزائنهم العز والكرامة والمذنبون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة).