العيد فرصة للتآخي والتزوار عبر ولايات الوطن الأطفال يصنعون البهجة بقسنطينة ... والبركوكس سيد المائدة بمعسكر حلّ عيد الفطر المبارك بقسنطينة بمشاهد سادتها البهجة والسعادة وسط أجواء ميزتها مظاهر معبرة عن الأخوة و التضامن. وعلى الرغم من أن أهم شوارع مدينة الصخر العتيق كانت شبه خالية وقت الظهيرة فإن الأطفال لم يفوتوا فرصة هذه المناسبة الدينية وخرجوا وهم يرتدون ألبستهم الجديدة التي زادتهم أناقة ليصنعوا بذلك مشاهد تطبعها الفرحة والبهجة على طريقتهم الخاصة. وقد صنع الأطفال بشوارع وسط المدينة وكذا بحي سيدي مبروك وبأحياء أخرى برفقة أوليائهم مشاهد بألوان زاهية ما أعطى للعيد نكهة خاصة. فبحديقة بن ناصر بوسط المدينة وكذا بالجهة المقابلة بساحة أحمد باي (دنيا الطرائف سابقا) الوجهتين المفضلتين لتخليد مثل هذه المناسبات كانت البهجة بادية على وجوه الأطفال بعفويتهم المعهودة و هم يلتقطون صورا للذكرى باستعمال كاميرات هواتفهم الذكية إلى جانب المصورين الفوتوغرافيين. وبهذا المكان يصنع المصورون الفوتوغرافيون وهم يحملون آلات التصوير فرحة الصغار نجوم العيد الذين لا يفوتون فرصة أخذ صور بجانب باقة ورود أو على دراجة نارية أو كرات. وبالنسبة لإياد وجومانة وياسر ولؤي أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ثماني وخمس وست وعشر سنوات فإن صورة العيد التذكارية بحديقة بن ناصر تعد أكثر من ضرورة . وقال كبيرهم إن العيد بالنسبة لي إلى جانب اللباس الجديد هو أيضا أخذ صورة تذكارية بحديقة بن ناصر و كذا اللعب التي يشتريها لي جدي . من جهتها قالت الصغيرة جومانة البالغة من العمر 8 سنوات: الصورة التذكارية الورقية أمام النافورة بألوان قوس قزح بدنيا الطرائف رائعة مضيفة بكل فرح إن جدي سيذهب غدا لدى المصور لاقتناء صورنا . ولتخليد تقاليد وعادات الآباء والأجداد يبقى عيد الفطر بقسنطينة وعلى غرار باقي ولايات البلاد بالنسبة للكبار أيضا مناسبة يلتقي فيها أفراد العائلة الكبيرة لتناول أطباق خاصة بالعيد وتبادل الحلويات التقليدية التي تحضر بالمنزل. وقال جمال طاجين (36 سنة) مهندس بمؤسسة بترولية بجنوب البلاد الذي جاء خصيصا للاحتفال بعيد الفطر: هذا اليوم يضفي لحظات مليئة بالبهجة والسعادة مضيفا: إنها فرصة للتصالح مع الآخرين ونسيان الخلافات إنه يوم للتآخي والتسامح و التصالح . وبالنسبة لطارق صاحب العشرين ربيعا فإن عيد الفطر الذي يقترن بمبادئ وتعاليم الإسلام يعطي كذلك فرصة لتطهير النفس والتآزر والتعاون والتصالح بين أفراد المجتمع . فبعد الشهر الفضيل يرغب القسنطينيون في اغتنام فرصة يومي عيد الفطر للالتقاء والتسامح وقضاء لحظات حميمية قبل العودة الى العمل والنشاط. البركوكس سيد المائدة في العيد بمعسكر تقوم معظم ربات البيوت بولاية معسكر بإعداد طبق البركوكس التقليدي في ساعة مبكرة من اليوم الأول لعيد الفطر استعدادا لاستقبال أبنائهن وبناتهن المتزوجين لتقديم التهاني بهذه المناسبة السعيدة. وبالفعل لا يزال طبق البركوكس بالقطايع الطبق المفضل للسكان بالمنطقة يوم عيد الفطر وخاصة منهم كبار و متوسطي السن ممن يفضلون وجبة خفيفة بعد شهر كامل من الوجبات الثقيلة والمتنوعة بينما يفضل صغار السن تناول المشويات التي يحضرها باعة موسميون بمحلات أوعلى طاولات يومي العيد. أمال مساعدي صحفية بإذاعة معسكر تقيم مع عائلتها بمدينة تيغنيف قالت إقتنيت أحشاء الخروف لتحضير القطايع الخاصة بإعداد طبق البركوكس ليوم عيد الفطر ثلاثة أيام قبل نهاية الشهر الفضيل . وأبرزت نفس المتحدثة أن بيتنا العائلي يستقطب يوم عيد الفطر الأبناء والأصهار والأحفاد لتهنئة والدتي بعيد الفطر ويفضل هؤلاء تناول طبق البركوكس وهو نوع أغلظ من الكسكسي يطبخ داخل المرق المزين بالتوابل ويستمر تقديم هذا الطبق بداية من الساعة العاشرة صباحا وحتى المساء . ولا تزال هذه العائلة على غرار عائلات أخرى تحافظ على تقاليد عيد الفطر خاصة من خلال تحضير بعض المأكولات التي تخلى عنها البعض مثل المسمن و الكعك اللذين يتم تحضيرهما في ساعة مبكرة من يوم العيد ليقدما للمدعوين. سعدية إمرأة في العقد الرابع من عمرها مقيمة بمدينة معسكر تقول إن عائلتي تحضر إضافة إلى طبق البركوكس طبقا آخرا لا يتناول منه إلا والدي ويحضر خصيصا لأجله لتفادي غضبه وهو طبق الفداوش وهو طبق قديم من العجائن يضاف إليه السمن والسكر . سعاد امرأة أخرى في العقد الرابع من العمر تقول أنا لا أحضر شيئا في بيتي لكوني أتوجه مع جميع أفراد أسرتي إلى بيت والدي الذي يتجمع فيه كل أفراد العائلة الكبيرة حيث تحضر والدتي بمساعدة البنات طبق البركوكس للضيوف ويقدم طيلة اليوم مع بعض المقبلات . وبعيدا عن الأجواء داخل البيوت الكبيرة يلجأ معظم الشباب والمراهقين إلى محلات وطاولات تحضير المشويات معتمدين على مداخيلهم طيلة يوم العيد من الكبار الذين يعايدونهم صباحا للحصول على العيدية ويرفض أغلب الأبناء وخاصة الذكور تناول طعام البيت خلال يومي العيد حسبما ذكر العديد من الأولياء.