قسنطينة - استيقظت مدينة قسنطينة يوم الثلاثاء على غرار باقي مدن وقرى البلاد على صوت تسابيح صلاة عيد الفطر المبارك التي هلل فيها المسلمون بأصواتهم وحمدوا الله على إتمام شهر الصيام. وتوجه الجميع إلى مساجد المدينة رجالا ونساء في أجمل الثياب التي نصع بياضها من أجل أداء شعائر صلاة العيد وتعابير الفرح والبسمة بادية على وجوههم على الرغم من الليلة الطويلة التي قضوها ساهرين للتحضير لهذه المناسبة السعيدة. فأمس الاثنين كانت جل العائلات القسنطينية منهمكة في الإعداد لاستقبال هذا اليوم المبارك .ففي بيت الحاجة يمينة (50 سنة) سهر أفراد الأسرة إلى ساعة متأخرة من الليل حيث تقول هذه السيدة "لم يغمض لي جفن ليلة البارحة فأنا لا أستطيع النوم إلا بعد الانتهاء من تحضير كل شيء يخص هذا العيد حيث قمت بمساعدة بناتي في توضيب المنزل وكسوة قاعة الضيوف بأحسن فراش وتحضير سينية مليئة بالحلوى اللذيذة كالبقلاوة والمقرود التي كنت قد أعددتها من قبل". وعن الأطفال والعيد تقول الحاجة يمينة "بقدر ما تعنيه هذه المناسبة للكبار وما تحمله من دلالات فإن الأطفال هم زينة هذا اليوم المبارك فلقد اعتدنا كسوتهم بأبهى حلة وتخضيب أياديهم بالحناء وتسريح شعورهم بشكل مميز خاصة الفتيات وشراء أجمل اللعب لهم فتراهم صبيحة العيد فرحين مسرورين يحملون في أياديهم التي زادت بهاء بالحناء بالونات بألوان زاهية". وفي هذا اليوم المبارك ركز الأئمة في خطبة العيد على المغزى من هذه المناسبة الحميدة مثل صلة الرحم والمعروف والنهي عن المنكر .وذكروا بفضل هذا اليوم على المسلمين كما أشار إليه إمام مسجد عمار بن ياسر بعين سمارة الشيخ لذرع كمال في خطبته. وبعد صلاة العيد تبادل المصلون التهاني بوجه مبتسم وقلب فرح وهم يقولون لبعضهم البعض "عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير اللهم اغفر للجميع". وبهذه التهاني العطرة يتفرق جمع المصلين الذين يقصدون بيوتهم ليشاركوا أفراد أسرهم فرحة العيد فيتجمعون حول صينيات ازدانت بأشهى الحلويات وأطيبها ويتبادلون أطراف الحديث ومن ثم يتوجهون رفقة أطفالهم صوب محلات بيع اللعب كما يقصد معظمهم مصور الحي الذي يشهد بدوره إقبالا واسعا في هذا اليوم لالتقاط بعض الصور التذكارية. وفي الظهيرة وبعد تناول وجبة الغذاء التي تكون مميزة في هذا اليوم السعيد حيث تحضر الأطباق التي يشتهيها القسنطينيون بكثرة على غرار الجاري وخبز الدار وطاجين العين أو شباح الصفرة يفضل البعض المكوث في البيت من أجل استقبال الضيوف وهناك من يغادر منزله لزيارة الأقارب أو التوجه إلى حدائق التسلية "أطفالنا يتوقون لهذا اليوم من أجل الاستمتاع واللعب واللهو وسط حدائق التسلية لهذا أنا مضطر للتوجه إلى مدينة سطيف لأخذهم إلى حديقة التسلية ليروحوا عن أنفسهم خاصة وأنهم سيلتحقون بعد أيام بمقاعد الدراسة" يقول محمد.ز رب أسرة.