** أخي لديه حالة نفسية من نوع غريب؛ فهو دائما ينظر إلى سقف الغرفة، وقد حاول أن ينتحر، وذلك بربط الحبل على عنقه، وأخيرًا ألقى بنفسه من فوق الجسر، ولكنن نجا ولله الحمد، وهو يشك في زوجته حتى من إخوته، ويقول إنه ضعيف جنسيا، وأن أولاده ليسوا من صلبه، وذهبنا إلى الرقاة وأطباء نفسانيين ولكن دون جدوى، وأخيرًا ترك الصلاة وقد كان مداومًا عليها، وترك قراءة القرآن، وبدأ يحب الفراش، ويتبول ويتبرز على الفراش، ويأكل بشراهة إلا أنه يعي ما يحدث حوله. أرشدوني ماذا أعمل تجاه هذه المشكلة؟ * تقول إن أخاك ينظر إلى السقف بالغرفة، وهذا العرض ربما يكون لوجود هلاوس بصرية، وهي أن يرى المريض صورًا وأشياء غير موجودة، ومحاولات الانتحار المتكررة ربما استجابة أيضا لهلاوس سمعية، وهي أصوات تأمره أن يرمي نفسه من على السطح، أو خنق نفسه، علما بأن هذه الأصوات غير موجودة، وربما تكون محاولات الانتحار للهروب أو الراحة من ضلالات الاضطهاد. أما عن شكوكه حول زوجته واحتمالية خيانتها له فهذا هو ضلال الخيانة والشك، وربما كانت زوجته قمة في الأدب والأخلاق والالتزام، إلا أن السبب قد يكون ضعف الانتصاب لديه. أما عن تركه الصلاة، وضعف الروابط الدينية لديه، وتبوله وتبرزه على الفراش، فهذه كلها من جملة الأعراض الذهانية التي يعاني منها. ومن خلال هذه الأعراض يمكنني تشخيص الحالة بأنها فصام عقلي (شيزوفرنيا)، وإن كنت لم تذكر هل هو يتعاطى المخدرات أم لا؟ على كل حال فإن مرض الفصام يتعاقر بالعلاج، وحوالي 70% يشفى تماما بالعلاج، وربما يحتاج إلى إعطاء جلسات تنظيم إيقاع المخ (جلسات العلاج الكهربي) مع بعض أدوية الذهان التي تستمر لفترة طويلة. وفي بعض الحالات يرفض المريض العلاج بحجة أنه ليس مريضا، وهنا نقول: إن المريض ليس لديه بصيرة بمرضه، في هذه الحالة يجب إما وضع العلاج له في الطعام أو العصير أو حجزه في إحدى المصحات النفسية. كما يجب علاج ضعف الانتصاب عنده وهذا مهم جدا. واعلم أن المساندة الاجتماعية من أهله وزوجته في غاية الأهمية الآن، وبعد زوال الأعراض كاملة يجب الاستمرار في العلاج لمدة ثلاث سنوات متتالية على الأقل وبعد زوال كافة الأعراض. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.