إذا كان أصحاب الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم قد ناموا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، وهي معجزة من الله سبحانه وتعالى فيها الكثير من العبرة.. وإذا كان الأطباء ينصحون بنوم 8 ساعات على الأقل في اليوم الواحد حتى ينال الإنسان قسطا من الراحة وينمو جسمه ويتطور بشكل طبيعي، فإن عمي احمد البالغ من العمر 53 سنة لم يذق طعم النوم منذ 22 سنة، أي منذ 1988 إلى يومنا هذا... هي ظاهرة أغرب من الخيال وقد لا يصدقها الكثير من الناس، لكنها موجودة في الواقع في مدينة فرجيوة التي تقع على بعد 34 كلم غرب ولاية ميلة، وصاحبها هو عمي/ أحمد بوزيان/ البالغ من العمر 53 سنة، متزوج وأب لستة أولاد من بينهم من يدرس في الجامعة، يعمل عمي "احمد" الظاهرة كما يصفه الكثير ميكانيكي بمؤسسة نفطال بنفس البلدية، يقول متحسرا ل"الشروق" التي زارته أنني لم أذق طعم النوم مند سنة 1988، أي حوالي 22 سنة وأنا على هذه الحالة. كل العائلة نائمة إلا عمك بوزيان يطوي الليل لحظة بلحظة، مستيقظا أنتظر بزوغ الفجر، كم عانيت في الأعوام الأولى مع بداية هذه الظاهرة مباشرة بعد زواجي بحوالي سنة فقط، حيث لم أكن أشكو من أي شيء قبلها، مضيفا عندما أغمض عيناي أشعر بألم حاد وسط بطني يزداد كلما بقيت مغمض العينين ليصعد بعد ذلك إلى عنقي وأحس بأنني سأختنق وكأنه الموت يقترب مني فأستفيق وأنا أتصبب عرقا ومرهقا، الأمر الذي جعلني أخاف من تكرار تلك الحالة كلما حاولت النوم، ومنذ ذلك الحين أصبحت على حالتي هذه لا أغمض عيناي أبدا لكي لا تعاودني تلك الحالة. وعن البدايات الأولى لهذه الظاهرة الغريبة، يقول عمي احمد "أتذكر جيدا سنة 1988، كنت في عرس ابن خالتي الوحيد أنذاك وأقود سيارتي، متوجهين لإحضار العروس، نعم أتذكر أنني ركنت السيارة في مكان نسميه / المرجة/ وعندما هممت بالمغادرة صعدت عجلة السيارة فوق صخرة غريبة، وكادت أن تنقلب بنا، نزلت من السيارة مسرعا لأستطلع الأمر فاندهشت لشكل تلك الصخرة ولم أعرها أدنى اهتمام، لكن في طريقي إلى البيت انتابتني حالات غريبة كادت أن تتسبب في حادث مرور، عندما أحسست بصداع كبير في رأسي وكأنه سينفجر ولم أعد أبصر شيئا أمامي، بعدها تنقل بي أهلي وأقاربي بين عدة أطباء مختصين طيلة عامين، كما أنني تناولت جميع الأدوية المسكنة والمنومة وبكميات كبيرة لعلها تأتيني بالنوم، وتغط بي في نوم عميق، لكن دون جدوى، كما قمت أيضا بالرقية الشرعية على يد عدة شيوخ، حيث تحسنت قليلا من بعض الضغوطات النفسية، لكن النوم لم يأت، ومنذ ذلك الحين وأنا على هذه الحالة، وقد تأقلمت مع حالتي هذه وأصبحت بالنسبة لي شيئا عاديا، أعمل طوال اليوم، ثم أبقى مستيقظا طوال الليل، وها أنذا أمامك، فقط أعاني الآن من ضعف البصر. ولكن الملاحظ عند لقائي به لأول مرة هو الأحمرار الشديد في عينيه والصعوبة الكبيرة التي يلاقيها في فتحهما بالإضافة إلى صعوبة القراءة، كما أضاف عمي أحمد أنه مؤمن بقضاء الله وقدره، مستطردا "ربما هذه مشيئة الله يا أخي، أنا لا أميز الليل من النهار، الكل عندي متشابه"، وعند سؤالنا.. "ألا تغمض عينيك أبدا يا عمي احمد؟"، أجاب.. "بعد تناول وجبة الغداء آخذ استراحة لمدة 15الى30 دقيقة أغمض فيها عيناي وأنا متكئ على كرسي وأعي تماما ما يدور حولي، لكن بسبب الألم الذي أعانيه على مستوى البصر الجأ لهذه الطريقة يضيف عمي أحمد الذي كان الحديث معه أكثر من مشوق أنا أنادي من خلال جريدتي المفضلة أن أجد حلا لحالتي هذه، فأنا من حقي كإنسان أن أتمتع بالنوم كسائر البشر.. من لديه تفسير لظاهرتي هذه سواء من أطباء أو علماء أو أشخاص يعانون من نفس المشكل الاتصال بي وأنا مستعد أن أذهب معهم إلى أبعد حد ومن أراد أيضا أن يتأكد من حالتي فأنا موجود، أقولها بالحرف الواحد منذ 22 سنة لم أذق طعم النوم.. فهل من حل؟".