رغم تخوف المواطنين من الغلاء أجواء عيد الأضحى تزور الأحياء الشعبية مبكرا يبدو أن الأحياء الشعبية تكون السباقة في كل موعد وفي كل مناسبة دينية بحيث لبست الأحياء الشعبية حلة عيد الاضحى مبكرا وحضرت المواشي عبر بعضها ومن الاحياء من شرعت في تلك المبارزات الحامية وصنع الشبان من هواة مبارزة الكباش الفرجة التي تتخللها معارك حقيقية خلال الأمسيات الصيفية بحيث كانت الكباش كاسرة لروتين الشبان عبرها كتقليد سنوى يابى سكان الأحياء الشعبية التفريط فيه. نسيمة خباجة الزائر إلى بعض الأحياء الشعبية العتيقة منها والجديدة يقف على الاجواء الحامية بها والتي تصنعها الكباش بحيث رغم شكوى الغلاء وآراء الموالين عبر الولايات التي اجمعت على الزيادة في اسعار الماشية بنحو 5000 و6000 دينار جزائري عن العام الماضي إلا أن بعض المواطنين سارعوا إلى اقتناء أضاحيهم والفراغ من ميزانيتها الباهظة التي تتخوف منها جل الاسر لاسيما وانها في هذه السنة سوف تحل قبيل الدخول المدرسي كمناسبة أخرى تتطلب العديد من التكاليف لتوفير المستلزمات الدراسية الأمر الذي جعل المواطنين يهبون إلى شراء الأضاحي مبكرا واغتنام انخفاض أسعارها قبل حلول عيد الأضحى المبارك بحيث سوف تلتهب الأسعار مع العد التنازلي لاقتراب المناسبة قياسا على السنوات الماضية. مبارزات الكباش تصنع الفرجة يؤكد معظم الشبان على مستوى الأحياء الشعبية على غرار بلكور العتيق وباب الوادي وباش جراح وحتى الاحباء الجديدة التي تم ترحيل دفعات لها من الاحياء العتيقة بالجزائر العاصمة على غرار بئر توتة والشعايبية أن عادة اقتناء الكباش قبل حلول العيد بازيد من شهر هي عادة لا مفر منها بالنظر إلى الاجواء البهيجة التي يصنعها حضور الكباش عبر الاحياء بحيث يلهو بها الاطفال من جهة بالنظر إلى شغفهم بالكباش وقرونها الطويلة وجسمها الممتلىء ناهيك عن المبارزات التي تعقدها بعض الاحياء والتي تجلب متفرجين من كل حدب وصوب خلال الامسيات الصيفية بعيدا عن روتين العمل والحرارة وعن هذا يقول الشاب ايوب من باب الوادي انه اقتنى كبشه قبل شهر ونصف أي مباشرة بعد انقضاء رمضان بحوالي اسبوع وهو ما يلتزم به في كل سنة فمن جهة يستفيد من انخفاض السعر ومن جهة اخرى يصنع الفرجة عبر حيه بحيث تنتقل العدوى إلى اصدقائه بالحي ويهبون إلى شراء الكباش ليتحول الحي إلى شبه زريبة قبل حلول العيد بأيام طويلة الا أن الأطفال يلهون باللعب مع الكباش وحتى الكبار يستمتعون بمنظرها على حواف الاحياء بحيث تنقل لهم البادية بصفة مجانية ودون عناء التنقل إليها. كريم هو الآخر قال أنه يهوى الكباش وينتظر مناسبة عيد الأضحى المبارك بشغف لشراء كبش العيد قبل حلوله بايام ويفضل الكبش ذو القرون الملتوية والحجم الكبير لكي يدخله في المبارزات الحامية التي تعقد بالحي وتصنع اجواء لا مثيل لها يستمتع بها مع اقرانه إلى غاية حلول عيد الأضحى المبارك. ...والفضلات تعكر مزاج السكان إذا كانت تلك العادة تصنع الفرجة لدى الشباب إلا أن سكان الاحياء يشتكون من انتشار فضلات الكباش والاعلاف في كل جانب مما يحول الاحياء إلى شبه اصطبلات ويشكو مرضى الحساسية من ذلك الوضع الذي ينقلب سلبا على صحتهم خاصة وان انتشار الكباش يؤدي إلى فوضى عارمة وضجيج على مدار ساعات اليوم بسبب تلك المبارزات الحامية ضف إلى ذلك الفضلات التي تؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة في كل ناحية من الحي وعن هذا تقول السيدة زينب انها لا يعجبها البتة الشراء المبكر للكباش عبر حيها خاصة وان من السكان من اقتنى الكبش مباشرة بعد عيد الفطر المبارك ومنذ الاسبوع الأول مما ادخل الحي في فوضى بانتقال عدوى الشراء المبكر للكباش بين الجيران وما يحز في نفسها كثيرا هو انتشار الفضلات عبر سلالم العمارة وبزوايا الحي الأمر الذي ازعج السكان كثيرا خاصة مرضى الحساسية بحيث تنتشر تلك الروائح التي تضر بصحتهم . وبالفعل رغم الأجواء المميزة التي يصنعها حضور الكباش عبر الأحياء إلا أن العادة لا تخلو من السلبيات خاصة وان أصحاب الكباش لا يكلفون انفسهم بتنظيف الأماكن التي يضعون بها كباشهم مما يؤدي إلى انتشار فضلاتها في كل مكان ويحول الأحياء إلى شبه زرائب.