لتأكيد على أهمية البحث في التاريخ الوسيط ندوة وطنية تشيد بدور القبائل في التصدي للتحرش الإسباني أكد مشاركون في الندوة الوطنية الثانية حول حملة الاستيلاء على مدينة مستغانم ومعركة مزغران الشهيرة (22-26 أوت 1558) مساء السبت بمستغانم على أهمية البحث في التاريخ الوسيط للجزائر ودور القبائل خصوصا في المنطقة الوهرانية في مواجهة التحرش الإسباني في تلك الحقبة. وأوضح عميد كلية العلوم الإنسانية بجامعة ابن خلدون لتيارت الدكتور تاج محمد أن إحياء هذا الحدث ذو البعد الوطني أي معركة مزغران هو عمل حضاري يمكن أن يساهم في البحث الدقيق عن هذه الفترة من التاريخ. من جهته قال الدكتور بونقاب مختار من جامعة مصطفى اسطمبولي لمعسكر أن المعارك التي قادها الجزائريون بالتحالف مع العثمانيين ضد القوى الأوروبية في القرون الوسطى بما في ذلك معركة مزغران أظهرت قوة الشخصية الجزائرية وتمسكها بالروح الوطنية ودفاعها المستميت عن عرين الوطن والدين . وذكر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة تيارت الدكتور محمد بليل بأن معركة مزغران محطة تاريخية مفصلية في الصراع الجزائري-العثماني والاسباني على غرب المتوسط مؤكدا أن هذه المحطة ساهمت في زيادة التماسك الاجتماعي بيالجزائريين وتلاحمهم وبينت دور العلماء والقبائل الجزائرية في الذود عن الوطن وحمايته من الأخطار الصليبية . وتم خلال هذه الندوة التي أقيمت بمقر بلدية مزغران في إطار إحياء الذكرى ال460 لمعركة مزغران تقديم العديد من المداخلات التاريخية لأساتذة وباحثين من جامعات وهرانوتيارت وسيدي بلعباس ومعسكر ومستغانم حول الصراع العثماني-الإسباني بالبحر الأبيض المتوسط و معركة مزغران من خلال المصادر الأصلية (المغاربية) و في الأستوغرافيا الاسبانية و دور العلماء والمتصوفة في مواجهة الغزو الإسباني وغيرها. ويتضمن برنامج إحياء هذه الذكرى التاريخية أيضا تنظيم مسيرة فلكلورية من مقر بلدية مزغران وإلى غاية ضريح الولي الصالح سيدي بلقاسم بوعسرية والمعلم المخلد لهذه المعركة بمشاركة أعيان المدينة وجمعيات المجتمع المدني وقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج الفلاح وفرق العيساوة وإقامة حفل فني في الطرب الشعبي مع الفنانين علي بوجلال من الجزائر العاصمة وخالد خروبي وبن صابر بوخروبة من مستغانم كما أشار إليه المنظمون.