بعد أن وضع يده على الجرح عمل كبير ينتظر بلماضي يبدو أن المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم قد نجح تحت قيادة مدربه الجديد جمال بلماضي في وضع حد لسلسلة النتائج السلبية التي لازمته الاشهر الماضية من خلال نجاحه في اقتناص نقطة تعادل ثمينة من السفرية الشاقة التي واجه فيها امس السبت نظيره الغامبي ببانغول (1-1) لحساب لجولة الثانية (المجموعة الرابعة) من تصفيات كاس امم إفريقيا لكرة القدم 2019 غير أن عملا كبيرا مازال ينتظر بلماضي الذي وضع يده على الجرح مبدئيا.. بعد توليه لشؤون منتخب وطني منهك بسلسلة الانهزامات المتتالية التي تجرعها الخضر في الفترة السابقة ها هو جمال بلماضي اليوم يستهل مشواره مع الفريق بتعادل ثمين من خارج القواعد وهي النتيجة التي عجز الفريق عن تحقيقها منذ تاريخ 2 جوان 2016 في اطار تصفيات كاس امم إفريقيا 2017. فبالرغم من الظروف الصعبة التي جرت فيها المقابلة -التي عرفت انطلاقتها تأخرا كبيرا (ساعة ونصف) بسبب التواجد المكثف للمناصرين فوق ارضية الميدان- إلا أن الخضر قدموا مردودا طيبا ينم عن مستقبل أحسن وكان بإمكان الكتيبة الجزائرية العودة للديار بالفوز الذي كان سيكون بمثابة السيناريو الأمثل لبلماضي في بداية مسيرته مع المنتخب . وعقب اللقاء أكد الناخب الوطني للصحفيين أنه خاض هذه المقابلة بنية الفوز فقط لكن الظروف الصعبة التي أحاطت بالمقابلة والتأخر الكبير الذي شهدته انطلاقته حال دون تمكن المنتخب الوطني من تحقيق الهدف الذي تنقل إلى غامبيا من اجل تحقيقه (...) انا لست راضي تماما عن النتيجة لكن الامر الذي اراحني اليوم هو أن أداء اللاعبين كان مميزا ورغبتهم في الفوز كانت قوية . وعلى الصعيد الفني كان المدرب جمال بلماضي الذي اسندت له مهمة تدريب الخضر شهر أوت المنصرم قد تحدث في العديد من المناسبات عن ضيق الوقت لتحضير هذه المقابلة واعداد الخطة المناسبة لها وأن هذا اللقاء يأتي في ظرف استثنائي يرغمانه على التعامل مع الأوراق المتاحة والسعي بكل جدية لتحقيق نتيجة إيجابية. إيجابيات.. ونقائص وفي أول اختبار رسمي له مع الخضر وفق جمال بلماضي في إقحامه للمدافع مهدي طاهرات (نادي لانس الفرنسي ) في خط الوسط رفقة رامي بن سبعيني باعتبار ان هذا الاختيار كان مناسبا جدا وعرف تألق طاهرات الذي كان اكتشاف واعد في هذا المنصب الحساس مثله مثل لاعب يبال الإيطالي محمد فارس في الرواق الايسر الذي قدم مردودا طيبا يؤهله ليكون بديلا مناسبا في هذا المركز في انتظار عودة فوزي غولام (نادي نابولي الإيطالي) الغائب عن الملاعب منذ شهر نوفمير من سنة 2017 بسبب الإصابة التي يبدو أنه شفي منها أخيرا. وعلى مستوى خط الهجوم كان اقحام هداف نادي السد القطري بغداد بونجاح كأساسي بمثابة مفاجأة كبيرة في تشكيلة بلماضي. وقد تمكن ابن مدينة وهران من فرض منطقه في اللعب وعرف كيف يزعزع دفاع المنتب الغامبي في بداية الشوط الثاني وتسجيل الهدف الذي يعد الهدف الخامس له مع المنتخب. وبالمقابل لم يرق أداء الجناح الايمن رياض محرز الذي انتقل في فترة الانتقالات السابقة إلى نادي مانشيستر سيتي الانجليزي إلى مستوى التطلعات باعتبار انه لم يتمكن من اجتياز عقبة الدفاع الغامبي الذي لم يكن بذلك الدفاع القوي الذي يصعب اقتحامه مثله مثل الظهير رشيد غزال الذي لم يزعج كثيرا دفاع المنافس وفشل في الكثير من الثنائيات. وبخصوص عودة رايس وهاب مبولحي إلى حماية عرين الخضر بعد غياب دام 11 شهرا لم يقدم حارس تنادي الاتفاق السعودي الأداء المتوقع منه لكنه لم يكن مع هذا مسؤولا عن هدف التعادل للمنتخب الغامبي. والاكيد انه من هنا إلى غاية الموعد المقبل للخضر المقرر ليوم 10 أكتوبر المقبل بالبنين سيقوم المدرب الوطني جمال بلماضي المطالب بعمل كبير بترتيب أوراق المنتخب والخروج بالتشكيلة المناسبة القادرة على إعادة المنتخب إلى المكانة التي تليق به.