من سوء حظ الكثير من الجزائريين أن المباراة الأولى التي سيخوضها المنتخب الوطني برسم نهائيات كأس العالم التي ستنطلق خلال الساعات القادمة بجنوب إفريقيا، ستكون على الساعة ال12 والنصف زوالا وهذا أمام منتخب سلوفينيا، المشاركة الجزائرية التي طال انتظارها طيلة 24 سنة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تمر مرور الكرام، أو أن يتمكن شيء من منع الجزائريين جميعا داخل أوخارج الوطن كبارا وصغارا ذكورا وإناثا من متابعة منتخبهم، خاصة مع الوجه الحسن تقريباً الذي أبداه الخضر في آخر مباراة ودية لهم ضد الفريق الإماراتي واستعادة النخبة الوطنية لكافة العناصر المصابة تقريباً. وعليه فإن كثيرين يخططون إن لم يكونوا قد حزموا أمرهم نهائيا، حول الكيفية التي ستمكِّنهم من متابعة المباراة في هذا التوقيت الذي جاء غير مناسب بالنسبة لملايين الجزائريين المولعين والمهووسين بالمنتخب الوطني، وإن كان عدد لا بأس به من الموظفين والعاملين، وبصفة أساسية الذكور منهم قد حسموا أمرهم وقرروا إما مشاهدة المباراة في مقرات عملهم أو التغيب نهائيا دون أي نقاش أو تفكير، فإن لنظيراتهم من الإناث آراءَهن أيضا، وبطبيعة الحال فإنهن لن يخرجن عن نفس الإطار، ولا يمكن لشيء أن يمنعهن أو يحرمهن من مشاهدة المباراة الأولى للمنتخب الوطني الجزائري في مشواره ضمن أكبر تظاهرة كروية يعيشها العالم كل أربع سنوات مرة واحدة لا غير، خاصة بعد الظواهر الأنثوية الغريبة التي نتجت مؤخرا والعلاقة الفريدة من نوعها التي نشأت بين سيدات الجزائر ومنتخبهن الوطني، وحولت اهتمام الكثيرات من الرياضات النسائية وأخبار الموضة والتجميل والفنانات وآخر الإصدارات الموسيقية وغيرها من الأمور التي كانت النساء في الجزائر ينشغلن بها حتى مباريات التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا وكأس الأمم الإفريقية، إلى متابعة أو مطاردة كافة الأخبار المتعلقة بالفريق الوطني ونجومه ومبارياته واستعداداته، حتى نافسن الذكور في ذلك ومنهن من صارت خبيرة في عالم وشؤون كرة القدم أكثر من بعض الرجال، لدرجة جعلت الكثير منهم غير متقبل للوضع وممتعض من هذا التطفل النسوي الرهيب على عالم الكرة المستديرة الذي كان إلى وقت قريب عالما ذكوريا فقط. إذا وبما أن عدد الموظفات في الجزائر في جميع القطاعات كبير والحمد لله، فإن ذلك يعني حرمان فئة عريضة من متابعة أول مباراة لمحاربي الصحراء، مادام أنها ستكون في أول أيام الأسبوع أي يوم الأحد وعلى الساعة الثانية عشر والنصف زوالا. وقد تباينت آراء الكثيرات اللواتي عبرن عن وجهات نظرهن وخططهن أيضا ليوم 13 جوان، وإن بدت البعض حازمات للغاية وقررن عدم التوجه إلى مقرات عملهن من أساسه، فإن أخرياتٍ بدين أكثر موضوعية أو حاولن ذلك، مؤكدات أن بإمكانهن التوفيق بين عملهن وبين المباراة، على اعتبار أنه لن يكون هنالك لا حسابٌ ولا عقاب مادام الجميع سيتجه إلى مكان واحد وسيكون مبرر الغياب للجميع واحداً أيضا وهو»مباراة الخضر أمام المنتخب السلوفيني«، وعليه ومن مبدأ »إذا عمت خفت« فإن نصف يوم غياب تحت مبرر شرعي لن يضر كثيرا. إحدى الموظفات بالقطاع الخاص قالت إنها ستحاول جاهدة إنجاز أكبر نسبة من عملها عشية المباراة وأنها ستتجه إلى مقر عملها في الصباح الباكر لإتمام ما سيتبقى لها، وستخرج قبل بداية المباراة على الأقل بساعة واحدة، كي تتمكن من إيجاد وسيلة نقل توصلها إلى المنزل، أما زميلتها فقالت ضاحكة إنها لن تأتي من الأساس وتفضل البقاء في المنزل وإتمام كافة المتعلقات الخاصة بوجبتي الغذاء والعشاء وحتى القهوة قبل منتصف النهار، حتى تتمكن من متابعة المباراة مع عائلتها الصغيرة، خاصة وأن زوجها وأبناءها أيضا قرروا عدم التوجه إلى العمل، وتعتقد ذات المتحدثة أن هذا سيكون حال غالبية الموظفات الجزائريات اللواتي قالت إنهن لحسن الحظ مهووسات بمحاربي الصحراء فقط ولسن من عشاق المنتخبات الأخرى المشاركة في هذا العرس الكروي العالمي.