بقلم: رشيد حسن في الذكرى 101 لوعد بلفور المشؤوم والتي صادفت الثاني من الشهر الجاري لا نملك ونحن نتجرع مرارة هذا الوعد..الا التأكيد على جملة حقائق أهمها: ان هذا الوعد هو أخطر وعد يشهده التاريخ وقد لا يشهد وعدا أخر بخطورته وقذارته حتى تقوم الساعة.. فهذا الوعد علاوة على أنه أعطى من لا يملك لمن لا يستحق فانه لأول مرة في التاريخ يقيم دولة لاناس غرباء على ارض ليست لهم والغريب لا بل والمفجع في هذا الأمر أن نجد دولا تدعي الحرص على حقوق الإنسان قد ساندته وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة الأميركية فلقد عرضت بريطانيا على الرئيس الأمريكي ولسن الوعد قبل الإعلان عنه فوافق عليه كما وافقت عليه فرنسا ومؤتمر سان ريمو ..وعصبة الأمم التي طلبت من بريطانيا _كما ورد في صك الانتداب وفي البند الثاني منه- تنفيذ الوعد وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين...هذه هي الحقيقة الاولى.. الحقيقة الثانية : وهي لا تقل أهمية عن سابقتها وهي أن شعبنا وقد رفض هذه المؤامرة منذ اللحظة الأولى لإعلانها فانه لم يتراجع عن رفضه ومقاومته..والتصدي لنتائج وتداعيات هذا الوعد-الكارثة والتي تجلت في كارثتين هما: اقامة الكيان الصهيوني العنصري الفاشي على 78 من ارض فلسطين العربية.. وتشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني 950 ألفا عام 1948 أصبحوا اليوم أكثر من 6 ملايين لاجئ مشتتين في أربعة رياح الأرض.. الثالثة: ومن أخطر تداعيات هذا القرار ونتائجه والتي ستبقى حتى يتم اقتلاع الغزوة الصهيونية من جذورها هي: الحروب التي نشبت ولا تزال مشتعلة وحالة عدم الأمن والاستقرار التي ضربت المنطقة والتي تشبه التسونامي في خطورتها وقد فشلت كل الجهود العربية والفلسطينية حتى الآن في صد هذا الوباء.. لا بل انتشر كما ينتشر السرطان..بفعل دعم ومساندة أميركا وبريطانيا ودول الغرب عموما. ومن المؤسف أن دولا عديدة استسلمت لهذا الوباء واعترفت بعدم قدرتها على مقاومته واجتثاثه.. ومن هنا.. دعت إلى مساكنته والتعايش معه وقد أصبح مرا واقعا. الرابعة : أيقن الشعب الفلسطيني ومن واقع تجربته ومعرفته بالحركة الصهيونية ومن واقع إصراره على الاشتباك معها..أن لا بديل من التصدي لهذا الوباء ومقاومته بكل الوسائل والسبل ففجر ثورة البراق 1929 والثورة الكبرى 1936 رافضا مهادنته أو ساكنته و قد تأكد أن الصهيونية حركة عنصرية فاشية لا تعترف بالآخر وتصر على نفيه من وطنه وتشتيته في أربعة أنحاء المعمورة. الخامسة: فرغم مرور 101 عاما على هذا الوعد _الكارثة والذي تسبب باخطر وأعظم كارثة ونكبة تضرب شعبا بكامله فان الشعب الفلسطيني بوعيه وبصيرته وتراكم خبراته النضالية وهو شعب الجبارين..كما وصفه رب العزة.. لم يضيع البوصلة وأصر على التمسك بها رغم الأنواء العواصف الصفراء وذلك برفضه لهذه المؤامرة القذره ورفضه لنتائجها وتداعياتها الكارثية.. وإصراره على مواجهتها مهما بلغت التضحيات واقتلاع الكيان الصهيوني من جذوره فالمعركة ليست معركة حدود كما يحاول تصويرها قصيرو النظر بل معركة وجود..ان تكون..أو لا تكون. ومن هنا يتصدى ببسالة منقطعة النظير.. ل صفعة القرصان ترامب وسيسقطها. ومن ناحية أخرى فشعبنا لم ولن يغفر لبريطانيا مؤامرتها القذرة وعدوانها المستمر على شعبنا وقد رفضت حتى الان ان تعتذر عن جريمتها المروعة البشعة والمتمثلة بزرع الكيان الصهيوني في ارض فلسطين العربية.. وتهجير اكثر من نصف شعبها. باختصار... في الذكرى الأليمة لوعد بلفور المشؤوم.. يثبت شعبنا جدارته لأعز واغلى وأقدس الأوطان ويثبت انه لم يضيع البوصلة رغم جسامة التضحيات وكثرة المؤامرات.. بإصراره على رفض الوعد- المؤامرة.. الوعد الكارثة... وإصراره على رفض نتائجه وتداعياته واصراره على اقتلاع الغزوة الصهيونية من جذورها طال الزمن ام قصر..