خبراء يحذرون من مخاطر الإفراط في التعرض لها.. ** حذر العديد من الخبراء وكذا منظمة حماية وتوجيه المستهلك ومحيطه أمس الأحد من مخاطر الإفراط في التعرض للشاشات خصوصا شاشات الهواتف الذكية والألواح الالكترونية والحواسيب وشاشات التلفزيون منادين إلى ضرورة تأطير عملية استعمالها بالجزائر بعد أن تحولت إلى خطر حقيقي يهدّد صحة وأخلاق الملايين من الصغار والكبار في الجزائر. وخلال ندوة احتضنها منتدى صحيفة المجاهد العمومية بالجزائر العاصمة أطلق رئيس هذه الجمعية مصطفى زبدي الذي رافقه ثلاثة خبراء ناقوس الخطر حول الأضرار الناجمة عن إساءة استخدام الشاشات بما في ذلك من قبل الشباب والأطفال الصغار. وقالت السيدة لاكاكسا وهي مدربة في مجال الأبوة والإتصال بفرنسا خلال تدخلها في هذا النقاش أن هذه المنتجات التي تحظى باهتمام الأطفال تأخذ أهمية متزايدة في تفكيرهم وتنتهي في نهاية المطاف بتحويلهم عن الحياة الحقيقية بما في ذلك المودة الأبوية: و التي يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على التطور النفسي للمرء والسلوك وتحقيق الذات في مرحلة البلوغ . ووفقا لنفس المتخصصة في العلاقات بين الوالدين والطفل من الواضح أن الحاجة إلى العلاقات هو أهم من الحاجة البيولوجية إلى حد أنه من الممكن للطفل وبالرغم من معاناته من سوء التغذية ولكن يلقي ما يكفي من المودة أن يصبح شخصا بالغا مسؤولا ومتوازنا وقويا في حين أن الطفل الذي حرم من عاطفة الوالدين سيكون بالغا خاملا وخاضعا . من جانبه قال الخبير كريم نايت مجاني أن شاشات هذه الأجهزة وبالإضافة إلى العزل الذي تسببه تدريجيا للطفل تشكل خطرا على صحته بسبب الاشعة المنبعثة منها. ويضيء هذا الإشعاع القشرة البصرية الخاصة به بحيث تفرز الغدد الهرمونية الدماغية الميلاتونين طوال فترة التعرض ليلاً ونهارا في حين أن هذا الهرمون يفرز بشكل طبيعي فقط أثناء التعرض في ضوء النهار. وزيادة على ذلك تطرق الخبير إلى محتوى البرامج الموجهة للأطفال والتي هي عموما تحوي رسائل تسبب اضطرابات في طريقة تصميمه للأشياء وسلوكه عند البلوغ. ودعما لملاحظاته استدل الخبير بمقولة من خلال التقليل من خطر التعرض للعنف ندفع حدوده للمقبول ملفتا الانتباه إلى ألعاب الفيديو ذات الشعبية العالية والمليئة بمشاهد العنف والتي تشكل حوافز مباشرة للجريمة والجنوح. وبالإضافة إلى ذلك أشار إلى أنه حتى الرسوم المتحركة هي مليئة برسائل مموهة غير محسوس بها للوهلة الأولى ولكن الأخصائيين بدأوا في العثور عليها تدريجيا بما في ذلك التلميحات الضارة والتي يمتصها المستهلك الشاب باللاوعي. وتساهم هذه الرسائل التي يصعب اكتشافها في صنع شخصية الطفل وتؤدي إلى انحرافه عند البلوغ. وكذلك طريقة صنع هذه الرسوم المتحركة بصورها السريعة والحية والفوضوية والمرفقة بأصوات حادة وعنيفة هي مصدر تأثير سلبي على شخصية الطفل كما تشكل كذلك إدمان تلقائي لصالح مصمميهم. وبالإضافة إلى الأطفال فإن البالغين ليسوا أقل تأثرا بالإفراط في استخدام الشاشات التي تلفت الانتباه إلى العديد من المعلومات الفوضوية والمتفرقة وبالتالي زعزعة استقرارهم الجسدي يقول السيد نايت مجاني.
شاشات مسؤولة عن التوحد المكتسب اعتبر الطبيب في علم النفس ورئيس قسم في مركز البويرة الطبي لونس نالم أن هذا التعرض المفرط يقود المستهلكين الشباب إلى التوحد غير الوراثي ولكن مكتسب . ويعتبر هؤلاء الشباب حاملين لنفس الاعراض التي يعاني منها الطفل المولود بالتوحد مع خطر البقاء بها مدى الحياة إذا لم يتم فعل شيء: إنه واقع علمي لم يعد يرفض وتم إثبات ذلك من قبل العديد من فرق البحث في العديد من البلدان حسب نفس الخبير. وبالإضافة إلى هذا النوع من التوحد يعاني الأطفال من كثرة التعرض المفرط للشاشة من اضطرابات بما في ذلك من عسر القراءة وخلل الحساب وخلل النطق والصعوبات اللغوية واضطرابات التفاعل مع بيئتهم. وحذر السيد نالم من ان هذه الظواهر تنتشر بسرعة في الجزائر والذي من خلال خبرته الخاصة شهد زيادة عدد مرضاه الصغار من 31 منذ عشر سنوات إلى أكثر من 400 في 2018 والتي تتراوح أعمارهم من 3 إلى 14 سنة. وحسبه فإن الاستنتاج واضح داعيا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة ضد هذه الظواهر و إنقاذ الأطفال وذلك عن طريق الحد من الوقت الذي يقضونه أمام شاشات وعلى شبكة الإنترنت. وقال إنه بالإضافة إلى محدودية الوصول إلى هذه المصادر فإن الرقابة الأبوية والتفاعل القوي مع الطفل يعد أمرا حتميا لإدراج الطفل في الحياة الاجتماعية وتدعيمه بقيم صائبة.