الشيخ: عبد المحسن القاسم ما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمة بمثل طاعته والتقرب إليه والإحسان إلى خلقه والدين الحنيف جاء بالعلم والعمل أمر بإخلاص العبادة وحسن المعاملة قال شيخ الإسلام (الفتاوى) : من عبد الله وأحسن إلى الناس فهذا قائم بحقوق الله وحق عباد الله في إخلاص الدين له . وخدمة الناس بركة في الوقت والعمل وسبب في تيسير ما تعسر يقول عليه الصلاة والسلام : ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة (رواه مسلم) والشريعة جاءت بالحث على التعاون بين الناس وقضاء حوائجهم والسعي في تفريج كروبهم يقول عليه الصلاة والسلام : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة (رواه مسلم) ببذل المعروف والإحسان إلى الخلق تحسن الخاتمة وتصرف عنك ميتة السوء يقول عليه الصلاة والسلام : صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة (رواه ابن حبان في صحيحه) . وقضاء الحوائج صدقات مبذولة يقول ابن عباس رضى الله عنه : من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة . وخدمة الناس مفتاح للخير وتعطيلها فتح للشرور يقول ابن القيم (الجواب الكافي ) : وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر . والمعروف ذخيرة الأبد والسعي في شؤون الناس زكاة أهل المروءات والكسل عن الفضائل بئس الرفيق وحب الدِّعة والراحة يورث من الندم ما يربو على كل متعة. ومن المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم يقول حكيم بن حزام : ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب . وبخدمة الناس تُجذب أفئدتهم وتستميل قلوبهم . قال الشاعر : أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان