دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس الجمعة، إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة حقناً لدماء أبناء شعبه، مجدداً وصفه المظاهرات بأنها "محاولة للانقلاب على الشرعية" متهماً ملايين المتظاهرين ب"العمالة؟". ولم يتطرق صالح خلال كلمته إلى جموع مؤيديه في الذكرى ال21 لقيام الوحدة اليمنية في 22 ماي 1990، إلى المبادرة الخليجية أو موعد توقيعها، رغم أن مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم كانت قد أكدت أمس أن الرئيس صالح سيوقع على المبادرة الخليجية غداً الأحد. وأشارت المصادر المطلعة إلى أن التوقيع على الاتفاق سيتم بصنعاء بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وسفراء دول مجلس التعاون المعتمدين بصنعاء. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخميس، في خطاب عن الشرق الأوسط أن مساعي الشباب والثورات في المنطقة العربية تمكّنت من إسقاط رئيسين ديكتاتوريين وهناك آخرون سيسقطون, داعياً الرئيس اليمني إلى تنفيذ وعده بانتقال السلطة. وتعليقاً على خطاب أوباما، أكد مصدر، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الرئيس صالح يفهم مغزى الرسالة الأمريكية وبالتالي فإنه بات أقرب إلى توقيع المبادرة من السير في طريق تفجير الوضع كما اعتقد البعض استناداً إلى خطابه المتشنج الجمعة الماضية أمام مؤيديه في ميدان السبعين والذي قال فيه إن أنصاره "لن يقفوا مكتوفي الأيدي وستدعمهم المؤسسة العسكرية". وكان موقع "بلومبرغ" الأمريكي نقل عن المستشار السياسي للرئيس صالح والنائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر الحاكم الدكتور عبد الكريم الارياني قوله: "إن الأطراف اليمنية ستوقع الأحد على المبادرة الخليجية لنقل السلطة". وفي السياق ذاته، نقلت مصادر إعلامية عن قيادي في المعارضة اليمنية قوله إن أحزاب اللقاء المشترك تلقت معلومات بأن وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيعقدون اجتماعاً طارئاً السبت القادم لبحث الأزمة اليمنية. وإلى ذلك لفتت المصادر الى أن حزب المؤتمر الحاكم في اليمن يحشد لأكبر تجمع سيشهده ميدان السبعين بصنعاء منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في البلاد، وذلك في 22 ماي الموافق للذكرى ال21 للوحدة اليمنية". وفيما كان الرئيس صالح قد أغفل تماماً في جمعتين سابقتين الحديث عن المبادرة الخليجية, ذكرت مصادر صحافية مطلعة أن الرئيس أبلغ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخليجية بصنعاء عند امتناعه عند التوقيع عن المبادرة الخليجية قائلاً: "لن أوقع على قطع رأسي".