رحمك الله حيا وميتا يا: سي عثمان عريوات البومباردي يوم أن قلت في فيلمك المشهور كرنفال في دشرة: نضرب اسداسها في اخماسها .. وفكرت في جمع الأوراق للترشح إلى منصب الرئيس.. كنت وحدك يومذاك.. ولكن اليوم: ما أكثر البومبارديين في كرنفال الإنتخابات الذين لم يعرف لهم جذور علمية أو ثقافية أو نضالية.. وهذه هي تصريحاتهم الغريبة لمختلف وسائل الإعلام تثير حالة من السخرية والشفقة والاستهجان والسخط لدى قطاع واسع من الجزائريين..و لا يستطيع عاقل أن يمسك نفسه عن قول هزُلت. ربما من حقهم أن يفعلوا بعد أن أخليت الساحة من النخب الأكاديمية والفكرية والسياسية ولم يصبح لها دور في التكوين والتثقيف السياسي والإعلامي وتُرك أمر الرأي العام تحت رحمة وتوجيه رواد وسائط التواصل الاجتماعي حتى بات كل شخص يرى نفسه أهلا للدخول في زمرة الكبار والوجهاء ولا منقذ غيره للخروج من البلاء.. نعم.. لا غرابة في حرص أهل الدنيا على المناصب والمسؤوليات فذلك أمر تعوّده الناس منهم.. لكن عند ما لا يفكر هؤلاء بتوابع ذلك وخطورته وأنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة.. وأن السياسة لا تمارس بغريزة الحصول على مكاسب دون التفكير في كيف يكون العطاء. وعند ما يتجاهل الصغيرُ مكانةَ الكبير ويتصدر المجالس الوضيع والحقير يتوقف عقلك عن التفكير نقول: هزلت لأننا لا لهذا التصرف الغريب تفسير.. لقد هَزلَت حتى بدا من هُزَالِها * كُلاها وحتَّى سامها كلُّ مفْلِسِ (هزلت) من (الهُزَال) ضد السمن وهذا من تفسير الشيء بضده لوضوح نقول (هُزِلَت الدابة) والعامة تقول (هَزُلَت) وهذا الفعل يستعار للدلالة على ابتذال الشيء وقلة قيمته عند الناس مثل الدابة المهزولة التي يعرضها صاحبها للبيع والتي لهزالها وضعفها بانت عظامها بل وحتى الكلى وصار المفلسون والذين لا مال لهم يسومونها أي: صار أي واحد يقول له: بكم الناقة؟. ويستعار البيت في الإشارة إلى تصدّر من ليس بأهل للتصدر. للأسف.. إذا ما سرَت شهوة حب تصدر المنصب العليا بين عامة الناس وسقطوا في هذا المزلق فإن الداء عن الجماعة ليس ببعيد إذ سرعان ما تفسد الأخوة وتَحلُّ الخلافات ويسهل اختراق وحدة الوطن وتحصل الشماتة به وبأهله لا قدّر الله.. ألا يعلم هؤلاء أن طالب الشهرة الحقيقي لا بد له من ترمومتر يقيس به مستوى الثناء الذي قيل في حقه أن تهافت الأكثرية للترشح لا يعطي لمفهوم الدولة احتراما خاصا يليق بحقيقة الدولة.. ولكن الجزائر أكبر من الجميع. اللهم نسألك التوفيق والسداد فيما نقول ونعمل ونختار وول أمورنا خيارنا ولا تول أمورنا شرارنا وارفع مقتك وغضبك عنا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين..