حرفة رائجة وطلب كبير طباخون رجال ينافسون النسوة في الأعراس الجزائرية يبدو أن الاعتماد على طباخ رجل في العرس أصبح من الأمور المتداول عليها بين الأسر الجزائرية في السنوات الأخيرة فبعد أن كانت تلتزم النسوة بالمهمة تحولت إلى الرجال الذين يتفنون بأطباقهم التي تسيل لعاب المدعوين منها التقليدية ومنها العصرية بحيث تحول اهتمام بعض الرجال إلى ممارسة حرفة الطبخ في الأعراس وأصبحت حرفة رائجة كثيرا عبر قاعات الحفلات وحتى بالبيوت بحيث يفضل أصحاب العرس الاعتماد على خدمات الطباخين وإراحة نسوة العائلة من المهمة الثقيلة نوعا ما كما أنهم يضمنون وجبات لذيذة للمدعوين على يد طباخين محترفين. نسيمة خباجة
من بين العادات التي تلتزم بها الأسر الجزائرية هي تحضير عشاء في العرس وقد يتنوع بين أطباق تقليدية على غرار المثوم و شربة فريك و اللحم الحلو و السلطة في حين تلتزم بعض الأسر بتحضير الكسكسي بالمرق واللحم للمدعويين في الأعراس ويتمنى اصحاب العرس أن تنال تلك الوجبات رضا المدعويين وبينما كانت بالأمس مهمة الطبخ في الأعراس تمارس من طرف النسوة القريبات من العائلة احتكر الحرفة طباخون رجال وأصبح الطلب عليهم متزايدا في الأعراس من اجل تحضير الوجبات وإسالة لعاب المدعويين بنكهتها. الطبخ في الأعراس حرفة رائجة تحولت حرفة الطبخ في الأعراس الى نشاط رائج يمارسه الرجال وتمّ فتح محلات تعرض مختلف الخدمات للرجال الطباخين بحيث تحول الأمر الى مشروع لدى البعض يزدهر كثيرا في فصل الصيف على اعتبار أنه موسم الأعراس كما وجد بعض الطباخين في الفضاء الأزرق مجالا لعرض خدماتهم وإظهار صور الأطباق التي تفننوا في تحضيرها في الأعراس من اجل تبيين سيّرهم الذاتية ومضاعفة الإقبال عليهم من طرف العائلات في اعراسها يقول الشاب محمد في العقد الثالث إنه يمارس الحرفة مع صديقه منذ سبع سنوات ووجدوا في الفايسبوك طريقا للتشهير بخدماتهم وعادة ما يستقطبون أصحاب الأعراس عبر الفايسبوك وتستكمل الخطوة بتحضير اطباق رائعة في أعراسهم تنال رضاهم ورضا المدعويين وعن انواع الأطباق قال إن هناك من يميل الى التنويع في الاطباق وهناك من يلتزم بإعداد الكسكسي وتكون المهمة أسهل بالنسبة لمن يختارون اعداد الكسكسي لكن على العموم غايتهم تقديم خدمة ترضي اصحاب العرس وكذلك المدعوين. الاعتماد على طباخ يضيف التكاليف على الرغم من أنها عادة جديدة بدأت تتغلغل في الأعراس الجزائرية وكانت ناجمة عن تحول العائلات لإقامة اعراسها بقاعات الحفلات المتبوعة بمطاعم مجهزة ومخصصة لتناول وجبة الغذاء او العشاء في العرس تستلزم حضور طباخ محترف لاستكمال المهمة وإكرام المدعويين إلا أن البعض يرى انها إضافة مادية للأعراس الجزائرية خصوصا وان بعض الطباخين يفرضون مبالغ مرتفعة على اصحاب العرس قد تتجاوز 2 مليون سنتيم كأدنى حد ويكون المبلغ تبعا للوجبات المقدمة كما انها أبعدت التلاحم العائلي في الأعراس بالاعتماد على كبيرات العائلة للقيام بمهمة الطبخ في أجواء عائلية بهيجة بحيث يرى البعض أنها من بين العادات التي زادت من الاستنزاف المادي وغيّبت العادات والتقاليد. طباخون رجال يتفوقون في الأعراس لكن رغم ما يقال على فكرة الاعتماد على طباخ في العرس كظاهرة جديدة طغت على الأعراس الجزائرية إلا أنها تحمل عدة إيجابيات بعيدا عن من يراها بريستيج للتفاخر والتباهي فإن تقديم الخدمة في العرس من طرف طباخ يضمن أن يكون اطعام المدعويين أكثر تنظيما خاصة ان اغلبهم يعتمدون على فوج من المساعدين يوزعون عليهم المهام ليتولى الطباخ المهمة الرئيسية في طبخ الوجبات ويفرق على الباقين مهمة توزيعها في صحون التقديم وتحضير بعض المقبلات والسلطة للمدعوين كما أن الاعتماد على طباخ ابعد التبذير عن الأعراس الجزائرية فبحكم خبرته يطبخ كميات الطعام حسب المدعوين دون زيادة او نقصان بحيث ان معظم الطباخين يشترطون على العائلات إعلامهم بعدد المدعويين من اجل إعداد الوجبات بكميات تعادل عددهم بالاضافة الى النكهة الطيبة للأطباق بشهادات المدعويين خاصة وان معظمهم يمارسون الطبخ بعد استفادتهم من تكوين وخبرة في الميدان وحصولهم على شهادات ترخص لهم ممارسة حرفة الطبخ في أفخم المطاعم وكذا الولائم.