أظهرت جلسة محاكمة أحد أبرز العناصر الإرهابية بكتيبة "الأرقم" وهو المكلّف بالإعلام على مستوى السرية أن هذا الأخير ومن موقعه كان وراء التخطيط وتنفيذ التفجيرات التي استهدفت مقرّ الأمن الحضري بالثنية، إضافة إلى تفجير موكب مدرسة الضبّاط بسوق الأحد أثناء نقل مهندس فرنسي رفقة بعض الجنود، وكذا مقتل دركيين واختطاف مدير مركز سياحي بزموري، وهي الوقائع التي اِلتمس على أساسها ممثّل النيابة بمحكمة الجنايات عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. تصريحات الإرهابي التي وردت في الملف كشفت عن الاستراتيجية التي انتهجها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بخلق خلية للإعلام مهمّتها جمع المعلومات والتحليلات الإعلامية للعمليات الإرهابية وصدى الأعمال التخريبية التي ينفّذها التنظيم الإرهابي. وقد تمكّنت هذه الخلية التي كان يرأسها الإرهابي "خ· إبراهيم" من تنفيذ عدّة عمليات إرهابية حسب ما ورد في الملف أبرزها التفجيرات الانتحارية التي هزّت مركز الأمن الحضري بالثنية، وكذا مقتل دركيين والمشاركة في اختطاف مدير مركز سياحي بزمّوري وطلب فدية إثر اختطاف المكلّف بالإنارة العمومية بالمركز، كما تبيّن أن السيّارة التي نفّذ بها تفجير مقرّ أمن الثنية تمّ شراءها من سوق السيّارات بالحرّاش دون وثائق وهي من نوع "فورد" وكلّف الإرهابي المتّهم رفقة صهره المدعو "ق· ناصر" صاحب مزرعة للبرتقال بيسّر المتابع بالإشادة وتشجيع وكذا تمويل الإرهاب بشرائها. يذكر أن مصالح الأمن تمكّنت عام 2007 من توقيف الإرهابي الخطير "خ· إبراهيم" إثر اشتباكات مع العناصر الإرهابية التابعة لسرية "الأرقم" وكان يقودها الإرهابي "حلواني" الذي قضي عليه خلال هذه الاشتباكات، فيما استرجعت مصالح الأمن مطبوعات ومناشير تحريضية بالإرهاب، فضلا عن أسلحة حربية من نوع "كلاشينكوف"، بنادق، ثلاث مضخّات وبعض الأقراص المضغوطة والمناشير التحريضية. وقد تراجع المكلّف بالإعلام بالسرية عن تصريحاته السابقة لتواجهه القاضية وممثّل النيابة في تدخّله ببعض الأدلّة التي تؤكّد نشاطه ضمن الجماعات الإرهابية، خاصّة بعد كشفه عن أسماء إرهابيين معروفين ومكان تمركّزهم وحتى التجهيزات التي كانت بحوزتهم، وكذا سرد تفاصيل عن طرق وضع القنابل. أمّا المتّهم الثاني "ق· ناصر" فبرّأ نفسه من التّهم المنسوبة إليه، غير أن القاضية واجهته بأنه قام بتبليغ الجماعات عن مرافقة "ب· علي" لعاهرات وأمرهم بتصفيتهم. ممثّل النيابة العامّة رافع مطوّلا في قضية الإرهابيين اللذين تورّطا في عمليات تقتيل وتخريب سنوات 2007 بمنطقة سي مصطفى ببومرداس، وأكّد أن ما جاء في الملف من حقائق ليس من نسج الخيال أو سيناريو مفبرك، بل هي وقائع، واعتبر أن طريقة توقيف الإرهابي "إبراهيم" إثر اشتبكات واسترجاع الأسلحة دليل على نشاطه وإدانته واِلتمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا على المتّهم "خ· إبراهيم" و10 سنوات لشريكه·