تعهد بمرافقة الشعب ومؤسسات الدولة فايد صالح يُحذر من تعكير المسيرات السلمية الحوار هو المنهج الوحيد للخروج من الأزمة الجيش لن يسكت على الفساد.. والجزائر ستتطّهر من المفسدين * نملك معلومات مؤكدة حول ملفات فساد ثقيلة * لن تكون هناك استثناءات أو تصفية حسابات * الجيش يتمسك بالمسار الدستوري لتجاوز الأزمة س. إبراهيم أكد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح أن اعتماد الحوار البنّاء مع مؤسسات الدولة هو المنهج الوحيد للخروج من الأزمة حسب ما أفاد به أمس الأربعاء بيان وزارة الدفاع الوطني وفي اليوم السابق كان قايد صالح قد أطلق تصريحات قوية بخصوص الحرب على الفساد. وخلال زيارته إلى الناحية العسكرية الخامسة قال الفريق أحمد قايد صالح في الكلمة التوجيهية التي ألقاها بالمدرسة العليا للقوات الخاصة ببسكرة إنني على قناعة تامة أن اعتماد الحوار البناء مع مؤسسات الدولة هو المنهج الوحيد للخروج من الأزمة إدراكا منا أن الحوار هو من أرقى وأنبل أساليب التعامل الإنساني وهو المسلك الأنجع الكفيل بتقديم اقتراحات بناءة وتقريب وجهات النظر وتحقيق التوافق حول الحلول المتاحة . وبعد أن جدد تعهده أمام الله والشعب والتاريخ منذ بداية المسيرات السلمية على العمل دون كلل ولا ملل على مرافقة الشعب ومؤسسات الدولة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا أشاد الفريق ب استجابة العديد من الشخصيات والأحزاب لأهمية انتهاج مبدأ الحوار الذي يتعين أن تنبثق عنه آليات معقولة للخروج من الأزمة وهو موقف يحسب لهم في هذه المرحلة التي يجب أن تكون فيها مصلحة الوطن هي القاسم المشترك بين كافة الأطراف . وقال في ذات السياق أن تأكيدنا في العديد من المناسبات على جدوى تبني هذا النهج الحكيم من طرف كافة فئات شعبنا الأبي بعيدا عن الحسابات الشخصية الضيقة وفي إطار تغليب المصالح العليا للوطن إلا دليلا قاطعا على حرصنا على أمن واستقرار البلاد ووحدتها الترابية والشعبية لاسيما في ظل وضع إقليمي متوتر . واعتبر الفريق قايد صالح أن مجمل الترتيبات المتخذة لحد الآن حققت توافقا وطنيا لمسناه من خلال الشعارات المرفوعة في المسيرات بمختلف ولايات الوطن باستثناء بعض الأطراف التي ترفض--كما قال-- كل المبادرات المقترحة وتعمل على زرع النعرات والدسائس بما يخدم مصالحها الضيقة ومصالح من يقف وراءها مضيفا أن النوايا السيئة لهذه الأطراف قد انكشفت وفضحتها وأدانتها مختلف فئات الشعب التي عبرت عن وعي وطني متميز وأصيل ورفضت أطروحاتها التي تهدف إلى ضرب مصداقية وجهود مؤسسات الدولة في بلورة وإيجاد مخارج آمنة للأزمة رئيس الأركان يحذر.. ودعا فايد صالح بهذا الخصوص إلى وجوب توخي الحذر من الوقوع في فخ تعكير صفو المسيرات السلمية وتغيير مسارها من خلال تلغيمها بتصرفات تكن العداء للوطن وتساوم على الوحدة الترابية للجزائر واستغلال هذه المسيرات لتعريض الأمن القومي للبلاد ووحدتها الوطنية للخطر مذكرا بأن الجزائر وطن الجميع ومن حقها على كافة أبنائها أن ينتبهوا ويدركوا ما يحدق بها من مخاطر وتهديدات تستوجب التحلي باليقظة والحيطة والحذر . وأكد في ذات الصدد أن المقترحات التي قدمها الجيش الوطني الشعبي نابعة من وعيه الراسخ بأهمية هذه المرحلة في حياة البلاد وبالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه وعلى عاتق كافة الجزائريين الأوفياء والمخلصين لوطنهم الذين لا يرضون سوء ببلادهم فالأجدر أن يشعر الجميع بمسؤولية حفظ وصون وطنهم أمانة الشهداء مضيفا أن الجيش يواصل رفقة كافة الخيرين من أبناء الشعب الجزائري العمل على تجنيب بلادنا مغبة الوقوع في فخ العنف وما يترتب عنه من مآسي وويلات . ودعا قايد صالح بالمناسبة إلى ضرورة الاستفادة من دروس الماضي باستحضار التضحيات الجسام والثمن الباهظ الذي قدمه الشعب الجزائري سواء إبان الثورة التحريرية المجيدة التي توجت باسترجاع الاستقلال والسيادة الوطنية أو خلال فترة مكافحة الإرهاب التي استعادت فيها بلادنا الأمن والسكينة وهي المكاسب الغالية التي يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها وفاء لتضحيات شهداء الثورة التحريرية وشهداء الواجب الوطني يضيف نائب وزير الدفاع. نرفض السلوكيات الانتهازية جملة وتفصيلا أكد الفريق أحمد فايد صالح يوم الثلاثاء من بسكرة أن الجيش متمسك بالمسار الدستوري مبرزا ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن باعتبارها الحل الأمثل للخروج من الأزمة وشدّد قايد صالح على أن الجيش لن يسكت على الفساد مشيرا إلى أن الجزائر ستتطّهر من الفساد والمفسدين. وقال قايد صالح في كلمة له خلال ترؤسه بالمدرسة العليا للقوات الخاصة ببسكرة للقاء توجيهي تابعه أفراد جميع وحدات الناحيتين العسكريتين الرابعة والخامسة عن طريق تقنية التخاطب المرئي عن بعد وذلك بمناسبة اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة في هذا الشأن: إن التمسك الشديد لقيادة الجيش الوطني الشعبي بالدستور الذي زكاه الشعب من خلال ممثليه في البرلمان ينبع من كون أي تغيير أو تبديل لأحكامه ليست من صلاحية الجيش الوطني الشعبي بل هي من الصلاحيات المخولة للرئيس المنتخب مستقبلا وفقا للإرادة الشعبية الحرة . وأضاف أحمد قايد صالح أن هذا الموقف المبدئي يعد علامة فارقة ودائمة على مدى تصميم الجيش الوطني الشعبي على أن لا يحيد عن الدستور مهما كانت الظروف والأحوال مشيرا إلى أن من يقول عكس ذلك فهو مجحف في حق الجيش ومواقفه الثابتة لاسيما أولئك الوصوليين الذين استفادوا من خيرات البلاد على أكثر من صعيد ويريدون اليوم تقديم الدروس للجيش الوطني الشعبي وقيادته . واستطرد الفريق قايد صالح قائلا: إننا لا نقبل بل نرفض هذه السلوكيات الانتهازية جملة وتفصيلا لأنها لا تخدم الجزائر ولا تسهم فعليا في حلّ أزمتها لذا يتعين على الجميع التحلي بالتعقل والتبصر وتجنب الدخول في متاهات وصراعات هامشية لا طائل منها ولا تخدم المصلحة العليا للوطن والتي من شأنها إطالة عمر الأزمة مضيفا بالقول إننا ننتظر من كل المواطنين الغيورين على مستقبل وطنهم تضافر الجهود الصادقة لإيجاد أحسن السبل للوصول بالبلاد إلى بر الأمان . ومن هذا المنظور واحتراما للدستور ومؤسسات الدولة --يستطرد قايد صالح-- وجب علينا جميعا العمل على تهيئة الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن باعتبارها الحل الأمثل للخروج من الأزمة والتصدي لكل التهديدات والمخاطر المحدقة ببلادنا وإفشال كافة المخططات المعادية الرامية إلى الوقوع في فخ الفراغ الدستوري والزج بالبلاد في متاهات الفوضى وزعزعة استقرارها مبرزا أن هذه الآلية الدستورية هي التي تسمح بانتخاب رئيس جمهورية له الشرعية والصلاحيات لتحقيق المطالب الشعبية المشروعة المتبقية وهي كذلك القاعدة الأساسية لانطلاق بلادنا من جديد في مسيرة التنمية والبناء . وفي هذا الصدد فقد أكدت في لقاء سابق -- يقول الفريق قايد صالح -- بأننا بصدد تفكيك الألغام التي يعرف الشعب الجزائري من زرعها في كامل مؤسسات الدولة وأن هذه الأزمة التي كنا في غنى عنها تم افتعالها بهدف زرع بذور عدم الاستقرار في الجزائر من خلال خلق بيئة مناسبة للفراغ الدستوري فهؤلاء الذين تسببوا عن قصد في نشوب هذه الأزمة هم أنفسهم من يحاول اليوم اختراق المسيرات ويلوحون بشعارات مشبوهة ومغرضة يحرضون من خلالها على عرقلة كافة المبادرات البناءة التي تكفل الخروج من الأزمة وقد برهنوا بذلك بأنهم أعداء الشعب الذي يدرك جيدا بالفطرة رفقة جيشه كيف يحبط هذه المؤامرات ويصل بالبلاد إلى بر الأمان . محاسبة الفاسدين لا زالت في بداياتها أكد فايد صالح أن عملية محاسبة كل من تورط في نهب المال العام وتبديد خيرات البلاد لا زالت في بداياتها مبرزا أن الجيش تعهد بمرافقة العدالة في أداء مهامها بعيدا عن الانتقائية والظرفية وعن أي ظلم أو تصفية حسابات. وقال في السياق ذاته سيتم إن شاء الله تطهير بلادنا نهائيا من الفساد والمفسدين ونحن في الجيش الوطني الشعبي لم ولن نسكت عن الفساد بل قدمنا المثال وكنا سباقين في محاربته من خلال إحالة إطارات عسكرية سامية على القضاء العسكري متمثلين في القادة السابقين للنواحي العسكرية الأولى والثانية والرابعة والدرك الوطني والمدير السابق للمصالح المالية الذين تأكد تورطهم في قضايا فساد بالأدلة الثابتة . وأضاف فايد صالح - حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني- أنه بخصوص محاسبة كل من تورط في نهب المال العام وتبديد خيرات البلاد والتي تعد من أهم المطالب التي رفعها الشعب الجزائري بإلحاح منذ انطلاق مسيراته السلمية أود أن أشير إلى أن مصالح وزارة الدفاع الوطني تحوز على معلومات مؤكدة حول عدة ملفات فساد ثقيلة اطلعت عليها شخصيا تكشف عن نهب الأموال العامة بأرقام ومبالغ خيالية وانطلاقا من حرصنا الشديد على حماية الاقتصاد الوطني فقد تولت مصالح الأمن وضع هذه الملفات تحت تصرف العدالة لدراستها والتحقيق بشأنها ومتابعة كل المتورطين فيها . وشدد على أن الجيش الوطني الشعبي سيبقى بالمرصاد وفقا لمطالب الشعب الملحة ولما يخوله الدستور وقوانين الجمهورية يتحمل مسؤوليته أمام التاريخ حيث قدمت قيادة الجيش الوطني الشعبي الضمانات الكافية وتعهدت بمرافقة جهاز العدالة في أداء مهامها النبيلة والحساسة بعد أن تحررت من كل القيود والضغوطات والإملاءات بعيدا عن الانتقائية والظرفية ودون استثناء أي ملف وبعيدا عن أي ظلم أو تصفية حسابات كما نؤكد على ضرورة تفادي التأخر في معالجة هذه الملفات بحجة إعادة النظر في الإجراءات القانونية التي تتطلب وقتا أطول مما قد يتسبب في إفلات الفاسدين من العقاب . وكان الفريق أحمد فايد صالح قد أشرف قبل هذا على انطلاق مجريات تنفيذ التمرين البياني بالذخيرة الحية المعنون الثبات 2019 كما تابع عن كثب بميدان الرمي للناحية العسكرية الخامسة الأعمال القتالية التي قامت بها الوحدات المقحمة في هذا التمرين البياني بالذخيرة الحية.