دخلت المشاورات السياسية التي تجري من أجل إثراء الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مرحلة هامّة جدّا باستقبال هيئة المشاورات برئاسة السيّد عبد القادر بن صالح لأحزاب وشخصيات توصف عادة بالكبيرة والثقيلة، وكذا بتقديم أحزاب وشخصيات مختلفة لمقترحات على أعلى قدر من الأهمّية يُنتظر أن تُشكّل صلب الإصلاحات الشاملة التي أقرّها الرئيس بوتفليقة· منعرج حاسم بلغته الإصلاحات السياسية التي صار إنهاؤها أمرا وشيكا بعد أن تمّ الاستماع إلى مقترحات عدد كبير من الشخصيات والأحزاب السياسية الممثّلة لمختلف الشرائح والتوجّهات والتيّارات، وكذا بعد أن قالت أحزاب كبيرة وشخصيات ثقيلة كلمتها وتستعدّ شخصيات وأحزاب أخرى للإدلاء بدولها في سياق مشاورات لم تُقص سوى الذين تلطّخت أيديهم بدماء الجزائريين· ** ملف الإصلاحات على طاولة الأفلان تعقد اللّجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني اليوم السبت بالجزائر العاصمة دورتها العادية الثانية ستخصّص لدراسة ومناقشة عدّة ملفات تتعلّق باقتراحات الحزب بشأن الإصلاحات الخاصّة بتعديل الدستور والقوانين التي تنظّم الحياة السياسية في الجزائر· وكان حزب جبهة التحرير الوطني قد شكّل في وقت سابق عدّة لجان لإعداد الاقتراحات بشأن التعديلات الدستورية القادمة، وكذا قوانين الإعلام والانتخابات والأحزاب وغيرها من التعديلات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في خطابه للأمّة يوم 15 أفريل الماضي· وحسب مسؤول الإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني السيّد عيسي قاسة فإن جدول أعمال الدورة يتضمّن جملة من الملفات، منها على وجه الخصوص اقتراحات الحزب بخصوص الإصلاحات السياسية، والتي سيقدّمها لهيئة المشاورات خلال الأيّام القليلة القادمة، إلى جانب حصيلة نشاطاته خلال السداسي الأخير، مضيفا أن هذا الاجتماع سيكون فرصة لأعضاء اللّجنة لمناقشة الحصيلة الخاصّة بعملية تجديد هياكل الحزب على مستوى القسمات والمحافظات، مشيرا إلى أن عملية التجديد دخلت مرحلتها الأخيرة ولم تبق سوى عدّة محافظات منها على وجه الخصوص البليدة وتلمسان والمدية· كما سيتمّ أيضا عرض التقرير المالي للحزب لسنة 2010 للتصويت، ليتمّ بعد ذلك يوضّح السيّد عيسي قاسة إرساله إلى المصالح المختصّة بوزارة الداخلية والجماعات المحلّية· ** أويحيى: "حان الوقت لتستكمل الجزائر مسار بناء صرح الديمقراطية التعدّدية" قال الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي السيّد أحمد أويحيى يوم الخميس إنه حان الوقت لتستكمل الجزائر مسار بناء صرح الديمقراطية التعددية· وفي تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية بالجزائر العاصمة، قال السيّد أويحيى: "لنا قناعة جدّ راسخة في التجمّع بأنه حان الوقت على الجزائر أن تستكمل مسار بناء صرح الديمقراطية التعدّدية الذي انطلق سنة 1989 وعرف شيئا من التباطؤ جرّاء المأساة الوطنية"، كما أبرز أن حزبه يعتقد كذلك أن الديمقراطية التعدّدية في الجزائر يجب أن تكون في مستوى الديمقراطية في البلدان المتقدّمة، مشيرا إلى أن هذا "حقّ بسيط للشعب الجزائري الأبي"· وأكّد السيّد أويحيى أن الديمقراطية التعدّدية والحقيقية والمتقدّمة تشكّل العمود الفقري لجميع الاقتراحات التي قدّمها التجمّع من خلال مذكّرة من 15 صفحة حول مختلف القوانين المطروحة للتعديل وحول مشروع تعديل الدستور، وشدّد على أن حزبه بعد حوالي 15 سنة عن ميلاده "أصبح معروفا عند الجميع وخاصّة عند عائلة الإعلام بأنه حزب ديمقراطي وجمهوري جعل دوما المصلحة الوطنية فوق أيّ اعتبار وبالدرجة الأولى فوق أيّ اعتبار حزبي كان"· من جهة أخرى، صرّح السيّد أويحيى بأن اللّقاء مع هيئة المشاورت كان فرصة لعرض أراء واقتراحات التجمّع حول جميع الإصلاحات السياسية التي فتح ورشاتها رئيس الجمهورية، مضيفا: "كانت لنا فرصة لعرض موقفنا ولتسليم مذكّرة تتضمّن تصوّرات التجمع بكلّ تفاصيلها"، ومشيرا إلى أن هذه الوثيقة تطرّقت "بصفة دقيقة" إلى القوانين المطروحة للتعديل وكذا إلى مشروع التعديل الدستوري· ** ممثّلو سكان الأهفار في ضيافة هيئة بن صالح كما استقبلت هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية يوم الخميس بالجزائر العاصمة شخصيتين من أعيان الأهفار السيّدين إيدابير أحمد وإبراهيم غومة· وفي تصريح للصحافة، أشار السيّد إيدابير إلى أنه تمّ التطرّق خلال هذا اللّقاء إلى تعديل الدستور وإلى القوانين الأخرى المطروحة للتعديل كقانوني الأحزاب والإعلام· وسجّل المتحدّث أن مجال الحرّيات في الجزائر في توسّع، لا سيّما فيما يتعلّق بالنشاط الحزبي والإعلامي· من جهته، إستحسن السيّد غومة دعوة رئاسة الجمهورية لأعيان الأهفار للمشاركة في المشاورات حول الإصلاحات السياسية، مشدّدا على ضرورة الحفاظ على وحدة الشعب الجزائري عبر كامل أرجاء الوطن وضمان استقراره· ** مجلّة "آفريك آزي" تشيد بإصلاحات بوتفليقة خصّصت المجلّة الشهرية إفريقيا-آسيا (أفريك-آزي) في عددها الخاصّ بشهر جوان ملفا خاصّا حول العالم العربي مع حيّز كبير للجزائر، حيث تناولت بشكل مطوّل موضوع استكمال برامج إصلاحات العشرية المنقضية والشروع في مشاريع أخرى خلال السنوات الثلاث المقبلة· وتذكر مجلّة "إفريقيا-آسيا" في موضوع بعنوان "نمو متواصل" أن برامج إنجاز المنشآت الضخمة التي شرعت فيها الجزائر منذ 12 سنة "تكون قد اِلتهمت بحلول 2014 حوالي 500 مليار دولار تمّ ضخها خلال 15 سنة في شتى القطاعات"· وأضافت المجلّة أن "السلطات تتأمّل بأنها أنجزت على مدى 15 سنة قاعدة متينة لاقتصاد وطني مستديم ونمو ينضح بمناصب الشغل"، مضيفة أن القيمة المالية للمرحلة الأخيرة من هذا البرنامج المخصّص لسنوات 2010 / 2014 ستبلغ 286 مليار دولار، والتي ستموّل بشكل كلّي من مداخيل المحروقات وليس من القروض الأجنبية"· كما ذكّرت النّشرية بالمشاريع الكبرى للخماسي الجاري، منها على الخصوص إنجاز سدود جديدة ومحطّات تطهير المياه المستعملة ووحدات تحلية مياه البحر وأكثر من مليوني مسكن وطرق سكّة حديدية وطرق سيّارة دون إغفال عديد مشاريع التأهيل الحضري، على غرار استكمال ميترو الجزائر وإنجاز خطوط الترامواي وإنشاء عديد المدن الجديدة على غرار بوغزول· وتشير ذات الوسيلة الإعلامية إلى أن "هذا العمل المعمّق لتأهيل الوضعية العامّة للمنشآت يتواصل بالتوازي مع تطوير القدرات الإنتاجية للبلاد من الصناعة والفلاحة والخدمات"، مؤكّدة على تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإنشاء 100 ألف أخرى مع الطموح لإنشاء 3 ملايين منصب شغل في آفاق 2014· وتابعت المجلّة تقول إن ذلك "هدف يوجد في قلب سياسة التنمية التي ينتهجها منذ أكثر من عشرية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، مشيرة أيضا إلى أن الديون الخارجية للجزائر قد تمّ تسديدها مسبقا· أمّا بخصوص السكن على غرار عديد المجالات الأخرى فكتبت المجلّة "أن الجزائر تعيش على وقع هاجس متناقض للخروج من الأزمة، فكلّما لاح نور الخروج من النّفق ازدادت المطالب اكثر"، وتابعت تقول إنه "منذ عشر سنوات قامت السلطات بمضاعفة الجهود من أجل تدارك التأخّر المسجّل منذ قرابة خمسين سنة في مجال السكن في الوقت الذي ما فتئ فيه الضغط الديمغرافي والحضري يتزايدان"· كما كتبت أن برنامج 2010 / 2014 يضمن إنجاز مليوني مسكن إضافي باستثمار يوازي 35 مليار دولار، وأن 800000 مسكن هي بصدد الإنجاز· وخلصت في الأخير إلى أن "هذه الورشات الخاصّة بالسكن من شأنها توفير 5،2 مليون منصب شغل على الأقلّ خلال الخماسي الجاري"·