بقلم: ناهض الوشاح * إنك لن تُعيد تشكيل نفسك... وستقبل في الدور الذي يفرضه عليك المجتمع المسور بالخوف والخنوع في أرض العبث... لا كلام... لا اقتراح... لا أمام لا خلف... هوة سحيقة يئن فيها الجميع بصوت واحد.. نحن هنا لنطيع ونصمت ونحني رؤوسنا لكل ما تراه العيون. فإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها. ادفنوا أنفسكم أيها الأموات! لا أفلح اليوم من ندم... وخاب وخسر من أفرط في توهمه وظن أن البلاد ليست بلادنا ثم جلس في بيته يلهو بهاتفه وصار يُحدث زوجته عن تعب الحياة وشظف العيش ثم نام قرير العين لا يدري أين مكانه. كأولئك الذين بلغ بهم اليأس حدا دفعهم للوقوف إلى جانب إسرائيل. إسرائيل التي تستثمر أي خراب عربي فتطمئن أكثر... عرب يقتلون عربا عربٌ أطاعوا رومهم عرب وباعوا روحهم وضاعوا بين تاريخ مُشتهى ومستقبل سيصبح كمينا لهم ولأحفادهم الذين يحلمون أننا سنترك لهم زمنا جميلا ووطنا لا تحكمه الكلاب المسنة والأشخاص المشدودون إلى القيود وكراسي العرش الزائفة. وستبقى فلسطين حتى يرث الأرض ومن عليها. أفيقوا بني قومي لا حياة في أنياب الأفاعي... ولا كرامة لجائع إلى الحرية... ولا خطب حماسية ولا مسيرات شعبية ولا مؤتمرات دولية تُعيد لنا أرضنا المسلوبة فدم الشهداء ومسرى الأنبياء لن يعود ما دمنا ننتحب كما النساء تئن بالليل وتبتهج بالنهار. خذوا قلبا تحجر كالحديد... خذوه وارجموا كل اليهود... خذوا قمحهم وخبزهم خذوا هواتفهم ونتّهم... خذوا سيارتهم وصناعتهم... خذوا لغتهم وكتبهم خذوا مساعدتهم وقروضهم خذوا جنودهم وأسلحتهم.. خذوا قواعدهم وبوارجهم... خذوا أرواحنا ولتبقى فلسطين. القمح مُر في حقولهم والماء مالح فلا تصالح يا أخي يا سيدي... فلسطين فوق كل المصالح... ارفض امنع قاطع اطرد اصرخ في وجوهم... فلست وحدك من يخدم الخلق يخدم الحق... والحق معك ما دمت معنا. وستبقى فلسطين لنا. الصيحات تعلو فقط ونشرات الأخبار تأتي بالمحللين من هنا وهناك والأحياء والأموات والذين لم يولدوا بعد... يعرفون أن هذا لن يكسر إسرائيل ولن يهزم أمريكا لأن التغيير الحقيقي الذي شغلوا الأرض به كان من صنع إسرائيل بامتياز. وصلوا إلى وصل إليه عندما استيقنوا أننا لا نبحث عن وطن وإنما عن لقمة عيش نصون بها أفواهنا ونضمن لأولادنا النوم الهانئ في ليل طويل بارد يبعث على الخجل والاحتقار. أفيقوا بني قومي... ستبقى فلسطين تذكر أسماء أبطالها وشهدائها وسيدفن التاريخ في مزابله الخونة والخانعين والطامعين بمزيد من الذل. عاشت فلسطين وخاب كل من خانها وخان شعبها.