أعلنت الأممالمتحدة، أمس الجمعة، أن ما بين 30 إلى 40 ألف شخص فرّوا من مدينة كادقلي شمال السودان عاصمة جنوب كردفان، الولاية النفطية الوحيدة في الشمال، التي تشهد معارك منذ عدة أيام بين القوات الشمالية والجنوبية. وكان الرئيس السوداني عمر البشير أعلن الخميس أن جيشه يسيطر على جنوب كردفان في وسط السودان. وتقع ولاية جنوب كردفان على الحدود مع جنوب السودان وكانت مسرح معارك خلال الحرب الأهلية بين القوات الشمالية والجنوبية (1983-2005). وبينما يستعد جنوب السودان لإعلان الاستقلال في 9 جويلية، ساهمت انتخابات محلية مثيرة للجدل في ماي في تصاعد حدة التوتر في جنوب كردفان. وفي تطور آخر، أعلن مدافعون عن حقوق الإنسان أن ميليشيات مدعومة من الجيش السوداني أعدمت 16 شخصاً من قبيلة الزغاوة في شمال إقليم دارفور بعد أن حاولوا استعادة مواشيهم المسروقة، ما يمكن أن يشكل جريمة حرب، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال مركز الدراسات الإفريقية للعدالة والسلام إن 100 عنصر من الميليشيات هاجموا أربع قرى للزغاوة بالقرب من شانغيل توبايا في الاول من جوان ونهبوا السكان وسرقوا مواشيهم. وأضاف المصدر أن مجموعة من السكان نجحت في استعادة بعض مواشيها المسروقة، اعتقلت من قبل عسكريين بزيّ الجيش السوداني النظامي وميليشيات مسلحة عند عودتها الى قراها. واقتيد 19 شخصاً من قبيلة الزغاوة الى قرية مجاورة، حيث أعدم 16 منهم بالرصاص. ونقل الثلاثة الآخرون الى معسكر شانغيل توبايا. وترتبط قبيلة الزغاوة بإحدى المجموعات الثلاث المتمردة في إقليم دارفور. وجاء في بيان للمركز أن "الإعدام العشوائي للمجموعة بدون محاكمة يشكل انتهاكاً فاضحاً للدستور السوداني والأسس الدولية المتعلقة بحق الحياة ويمكن أن يشكل جريمة حرب". من جانبه، اعتبر السيناتور الأمريكي جون كيري أن الوضع في السودان خصوصاً في إقليم كردفان الجنوبي الذي يشهد معارك منذ عدة أيام "خطير ولكن غير ميؤوس منه". وجاء في بيان للسيناتور كيري الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي أن "احتلال" أبيي من قبل الشمال ونزوح عشرات آلاف السكان "يشكل خطراً على الانتقال السلمي الى استقلال الجنوب الذي يأمله الجميع". وأضاف أن "المعارك في كردفان الجنوبي وفي أماكن أخرى على طول الحدود هي ايضاً مقلقة جداً". وأوضح أن "الوضع خطير ولكن غير ميؤوس منه"، مضيفاً أن "بإمكان الطرفين أن يبدآ مجدداً الشهر المقبل بتطبيق اتفاق السلام". وأشار إلى أنه "يتوجب على الطرفين إيجاد حل" لأبيي ولمصادر التوتر الأخرى بمساعدة الأسرة الدولية.