تمكن الجيش السوداني، أمس، من فرض سيطرته على منطقة آبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب بعد معارك ضارية نشبت بين قواته وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، مما أدى إلى إثارة حفيظة الدول الغربية التي نددت بخرق اتفاق السلام بين شطري السودان. وأعلن وزير الدولة السوداني أمين حسن عمر أمس تمكن وحدات الجيش من بسط سيطرته على مدينة آبيي الغنية بالنفط وكل المنطقة الواقعة إلى شمال نهر بحر العرب. وأعرب الوزير السوداني عن استعداد الخرطوم للتفاوض بشأن قضية آبيي لكنه بالمقابل أكد أن قوات الجيش ستبقى بالمنطقة إلى غاية التوصل إلى اتفاق أمني جديد. ونددت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وحكومة جنوب السودان بسيطرة الجيش السوداني على هذه المدينة. فبينما ألحت واشنطن على ضرورة انسحاب القوات الشمالية من آبيي استنكرت كل من باريس ولندن ما وصفتاه بالخرق الخطير لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب. كما أدانت حكومة جنوب السودان الذي يستعد لإعلان دولته رسميا شهر جويلية المقبل ما وصفته بالغزو غير الشرعي على آبيي. وأدت المعارك التي اندلعت الخميس الأخير بين قوات الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى سقوط العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى. وهو ما دفع بآلاف المدنيين إلى الفرار من هذه المدينة الحدودية والغنية بالنفط خوفا من تجدد المعارك. وأقر فيليب أغير المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بأن المعارك كانت ضارية وأن العديد من السكان فروا بسبب القصف العشوائي الجوي والبري. وبرر المسؤول العسكري تراجع قوات الحركة الشعبية كون ''الجنود السودانيين دخلوا بفرقة كاملة ونحن لم تكن لنا القوة الكافية لمحاربتهم''. وأكد أن كل قوات الحركة انسحبت باتجاه الجنوب بالتوافق مع اتفاق تم توقيعه في التاسع ماي الجاري تحت إشراف الأممالمتحدة والذي ينص أيضا على انسحاب قوات الشمال من هذه المنطقة. من جانبها أعلنت منظمة أطباء بلا حدود والتي تسيير عيادات طبية في آبيي واغوك الواقعة 40 كلم إلى الجنوب بأن كل سكان آبيي فروا جراء هذه المعارك. مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه تم استقبال 42 جريحا مساء السبت. وتأتي هذه الأحداث في الوقت الذي واصل فيه سفراء مجلس الأمن الدولي لليوم الثاني على التوالي زيارة رسمية إلى العاصمة الخرطوم تفقدوا خلالها مخيما للنازحين بضواحي الخرطوم. كما التقى السفراء بوفد حكومي هام بقيادة وزير الدولة أمين حسن عمر بينما غاب وزير الخارجية علي أحمد كارتي الذي من المفروض أن يقود المفاوضات عن الجانب السوداني في هذا اللقاء. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أصدر مرسوما جمهوريا مساء أمس حل بموجبه مجلس منطقة آبيي. كما أصدر مرسوما جمهوريا آخر بإعفاء رئيس ونائب رئيس إدارة منطقة آبيي ورؤساء إداراتها الخمسة.