دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم إلى العمل باتجاه الأحزاب والشخصيات التي رفضت تلبية دعوة هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية من أجل أن تغيّر رأيها، معتبرا أن الجزائر "في مفترق طرق من أجل تجذير الممارسة الديمقراطية"، وأنه يجب عدم تفويت الفرصة للاستماع إلى كلّ الآراء. وأبدى زعيم الأفلان رفضه لاستشارة من وصفها بالشخصيات النّكرة، في إشارة إلى قادة بعض الأحزاب التي توصف بالمجهرية· وذكر بلخادم لدى استضافته في حصّة "حوار الساعة" للقناة الثالثة للتلفزيون الجزائري سهرة الأربعاء أنه من الضروري "العمل باتجاه الإخوة الذين عكفوا على تقديم اقتراحات في أن يغيّروا موقفهم" لأن الأمر حسبه "يتعلق بمستقبل البلاد ومصيرها"، وأن قوّتها "تستمدّ من قوّة مؤسساتها التي تتشكّل من السلطة والأحزاب على اختلاف توجّهاتها السياسية"· وقال زعبيم الأفلان إنه "على أحزاب المعارضة أن تساهم وتعطي رأيها من أجل تحديد معالم الطريق للمستقبل لأن ذلك مفتوح للجميع"· وأعاب السيّد بلخادم على هيئة المشاورات أنها "فتحت الباب لنكرات من غير الطبيعي أن يؤخذ رأيهم في قضايا تتعلّق بمصير ومستقبل البلاد لأن الأحزاب الفاعلية والشخصيات والمفكّرين الصانعين للرّأي والجمعيات ذات الوزن هي التي يطلب رأيها قبل أن يعمل برأي الأغلبية"، وأضاف أنه ينبغي على الجميع أن يساهم في المشاورات سلطة ومعارضة على اختلاف آرائهم والعمل على استنباط ما نطمح إليه لبناء الديمقراطية ورفع مكانة الجزائر سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا· في سياق ذي صلة، صرّح الأمين العام للأفلان يوم الخميس بالجزائر العاصمة بأن الإصلاحات الشاملة المعلن عنها من طرف رئيس الجمهورية تأتي "تعميقا" لمسار الوئام والمصالحة الوطنية وتعزيزا للجهود التنموية "المثمرة" التي شهدتها البلاد منذ سنة 1999 · وذكر بلخادم في تصريح صحفي عقب استقبال هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية لوفد عن الحزب أن موضوع الإصلاحات كان محور "نقاش معمّق" خلال أشغال الدورة الرّابعة للجنة المركزية المنعقدة مؤخّرا· وفيما يتعلّق بالدستور أوضح الأمين العام أن الأمر بقي "مفتوحا" حتى تطرح الوثيقة المقترحة من طرف اللّجنة المركزية على القواعد النّضالية في القسمات والمحافظات، مشيرا إلى أنه تمّ الاتّفاق مع هيئة المشاورات على تبليغها بتكلمة مقترحات الحزب فيما يتعلّق بالدستور بعد جمع آراء القواعد وتبنّيها من طرف اللّجنة المركزية من خلال عقد دورة استثنائية· وبخصوص الاقتراحات الأخرى أكّد السيّد بلخادم الذي كان يتلو بيانا إعلاميا أن الحزب ركّز على الحرص على تعميق الحقوق والحرّيات الأساسية وتعزيزها بأحداث نظام المفوّض الجمهوري الذي توكل له -كما أضاف- مهمّة فرض احترام حقوق الإنسان وحرّياته من طرف كلّ الإدرات ومؤسسات الدولة والجماعات المحلّية وكلّ هيئة يخولها القانون تسيير مرفق عام· وبغية تعزيز التوازن بين السلطات إقترح الحزب اعتماد ثنائية السلطة التنفيذية الممثّلة في رئيس الجمهورية والوزير الأوّل، مع تعيين الوزير الأوّل من الأغلبية البرلمانية· كما اقترح الحزب تحديد مهام كلّ من رئيس الجمهورية والوزير الأوّل مع إعطاء رئيس الجمهورية، علاوة على صلاحياته المنصوص عليها في الدستور الحالي صلاحية التحكيم بين الحكومة والبرلمان وحقّ إقالة الحكومة وحل البرلمان مع الإبقاء على تولّيه حصريا لصلاحيات السياسة الخارجية والدفاع الوطني وحماية الدستور والثوابت الوطنية· كما أكّد الحزب في مقترحاته على ضرورة إعطاء الدور الرقابي للسلطة التشريعية على عمل الحكومة مكانته في عملية الإصلاحات الدستورية، مشدّدا من جهة أخرى على استقلالية القضاء وحقّ الدفاع ومبادئ المحاكمة العادلة· ** الأرندي يذكّر باقتراحاته الإصلاحية ذكر النّاطق الرّسمي باسم التجمّع الوطني الديمقراطي السيّد ميلود شرفي يوم الخميس بقسنطينة بالاقتراحات التي قدّمها ممثّلو حزبه خلال الجلسة التي عقدوها مع هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية· وجدّد النّاطق الرّسمي باسم الأرندي لدى تنشيطه للقاء بالمركز الثقافي عبد الحميد بن باديس بحضور عديد الإطارات ومنتخبين ومناضلين بالحزب دعم حزبه لمسعى رئيس الجمهورية، مذكّرا بالخصوص بمقترح التجمّع الوطني الديمقراطي المتعلق بمراجعة قانون التشكيلات السياسية و"إدراج حكم منبثق عن ميثاق المصالحة الوطنية يمنع تأسيس أي حزب سياسي من قبل أشخاص شاركوا في أعمال إرهابية". وأشار السيّد شرفي كذلك إلى الاقتراحات المتعلّقة بضرورة عرض مشروع مراجعة الدستور على المجلس الشعبي الوطني القادم، وهو المشروع الذي يجب أن يمرّ حسب التجمّع الوطني الديمقراطي "عن طريق استفتاء شعبي وذلك بمجرّد المصادقة على نصّه من طرف البرلمان"· وتطرّق كذلك النّاطق الرّسمي لحزب التجمّع الوطني الديمقراطي إلى نقاط الساعة الأخرى من بينها "دور المنتخب في مسار التنمية الوطنية" و"واجبه في متابعة ميدانية لكلّ المشاريع المسجلة" منذ وضع حجر الأساس إلى غاية إتمام أشغالها وتسليمها·" ** عبادو يدعو إلى التفكير في مستقبل الأجيال قال الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين السيّد سعيد عبادو يوم الخميس إنه من الضروري وضع تصوّر استراتيجي شامل تشارك فيه كافّة شرائح المجتمع من أجل تأسيس مستقبل الأجيال· وذكر السيّد عبادو في تصريح للصحافة عقب استقبال هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية بالعاصمة لوفد عن المنظّمة "إن لكلّ مرحلة إجراءات وتصوّرات تدخل تحت طائلة التغيير المنهجي السلمي والفعّال وحتى نؤسّس لمستقبل أجيالنا نرى من الضرورة وضع تصوّر استراتيجي شامل تشارك فيه كافّة شرائح المجتمع"· وحسب الأمين العام للمنظّمة فإن مشاركة كافّة شرائح المجتمع تكون من خلال "طلائعه الفاعلة" في المشهد الوطني "ممّن باستطاعتهم تقديم قيمة إضافية وأفكار اقتراحية مستقرأة للواقع ومستشرفة للمستقبل من خلال الفهم والتحليل والصياغة والموضوعية المسؤولة للقضايا الوطنية المصيرية"، وأشار إلى أن في ذلك "ضمانة" لنجاح المشاورات و"تفاديا للإقصاء والتهميش المتعارض مع الشرعية الدستورية والمتنافي مع قيم الديمقراطية والمساواة وحرّية الفرد والجماعة"، مضيفا أن هذه القيم "بشّرت بها ثورتنا المجيدة وجسّدتها في الميدان وبها انتصرت على قوى الكبر والاستغلال الإستعماري"·