لازالت بعض النسوة يسرن على نفس المنهاج الخاطئ والذي يؤدي بهن إلى تضييع فلذات أكبادهن على مستوى الأسواق بعد أن يذهبن إلى اللهو والتجوال وتفقد السلع مما يؤدي إلى تسلل أبنائهن من أياديهن في غفلة منهن لينطلقن بعدها في النواح والعويل والركض والجري على مستوى السوق. ذلك ما شهدته العديد من الأسواق عبر العاصمة وضواحيها مرارا وتكرارا ولازالت تعاد نفس السيناريوهات بطريقة يومية، وهو ما صادفناه مؤخرا على مستوى سوق باش جراح بحيث راحت إحدى النسوة تبحث وتصرخ عن ابنتها التي تسللت من يدها بعد أن لهت السيدة بتفقد السلع والأدهى ما في الأمر أن ابنتها تعاني من اختلال عقلي، وكان من الأجدر أن تحرص عليها تلك السيدة أكثر فأكثر، إلا أن انعدام مسؤولية البعض تؤدي دوما بهم إلى الهاوية والى الوقوع في مثل تلك المواقف التي لا يحسدن عليها بدليل الهلع والبكاء والحالة الهستيرية التي تتعرض إليها السيدات بعد تضييع أبنائهن على مستوى الأسواق التي تعج بالزبائن الأمر الذي يؤزم من الحالة أكثر فأكثر مما يؤدي إلى أخذ إجراءات عاجلة على مستوى الأسواق المغطاة ويكون الأمر أكثر كارثية بالنسبة للأسواق المفتوحة على الهواء والتي تستعصى على مستواها عملية البحث على غرار ساحة الشهداء وباش جراح ومارشي 12 تلك الأسواق التي كانت شاهدة على مثل تلك المواقف في كم من مرة. اقتربنا من بعض المواطنين من اجل رصد بعض الآراء حول تلك الظاهرة التي لطالما تكررت عبر أسواقنا، قالت إحدى السيدات أنها تدهش لبعض النسوة اللواتي يرافقن أبنائهن إلى السوق وإضافة إلى ذلك لا يحرصنهن ولا يراقبنهن بعد أن ينشغلن بالتسوق وتفقد البضائع والغريب في الأمر أنهن لا يكترثن بالحدث الواقع على رؤوسهن إلا بعد مرور وقت طويل الأمر الذي قد يؤدي إلى ابتعاد الطفل عن السوق بمسافة طويلة، هذا في حالة ما إذا لم يتعرض إلى الخطف من طرف بعض العصابات لأغراض معينة على رأسها الاعتداء الجنسي من طرف بعض الشاذين جنسيا ذلك ما كشفه الواقع في الكثير من المرات فكان من الأجدر تركهم بالمنزل بدل تعريضهم للضياع من طرف أمهاتهم. أما السيدة الهام فقالت أن الظاهرة تتكرر كثيرا في الأسواق وعيب وعار أن تنشغل الأم بالتجوال وتهمل فلذة كبدها الأمر الذي قد يؤدي بها فيما بعد إلى حسرة وندم شديدين في حالة ما إذا لم تعثر عليه فتكون قد ساهمت في إضاعته بيدها، وأضافت أن لها ابنة في الرابعة من العمر وعلى الرغم من بكائها الشديد أثناء خروجها لقضاء بعض المشاغل والتبضع، إلا أنها تمتنع عن إرفاقها معها خاصة إلى الأسواق وتفضل تركها عند جارتها بدل تعريضها إلى خطر الضياع أو الخطف في ظل الاكتظاظ الذي تشهده الأسواق على مر الوقت. هي الحوادث التي تتكبدها الأسر الجزائرية ويكون السيناريو أكثر حدة تزامنا مع الأعياد والمناسبات التي يجبر فيها الأولياء على مرافقة أبنائهم بغرض كسوتهم وكثيرا ما انقلب فرحهم إلى حزن بعد تضييع الابن أو الابنة في ظل الاكتظاظ الحاصل في أيام الأعياد.