وصايا رمضانية داوم على هذه العبادات الخمس في رمضان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ . *الصيام والقرآن من فضائل رمضان إن الصيام والقرآن خير شافعين فالمعنى الإجمالي للحديث أن شهر رمضان المبارك يتضمن فضائل عديدة ومناقب كثيرة من أجلها فضيلتان شهي هما فضيلة الصِّيام وفضيلة القرآن ففي شهر رمضان أنزل القرآن كاملًا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا مرة واحدة وذلك في ليلة القدر كما قال ربنا: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ثم نزل مفرّقًا على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة. أما الصيام فقد جاء فرضه على النبي في العام الثاني من الهجرة كما قال ربنا: شَهْر ُرَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْكَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . وبهاتين الفضيلتين تكتمل للأمة نوابع الرحمة وأمارات الفلاح فالصيام يقي المسلم من صنائع السوء ويحفظه من مزلات الشيطان ويحميه من المعاصي والذنوب التي هي أهم أسباب النار والقرآن ينير دربه ويطمئن قلبه ويرشده إلى مواطن الفلاح وهدايات النجاح ويسلك به إلى طريق الجنة. وفقا لمفردات الحديث النبوي الشريف فإن للصائم الصادق الذي امتنع عن الطعام والشراب والشهوات راغبًا في طاعة الله تعالى محتسبًا الأجر والمثوبة عنده سبحانه منحة زائدة عن ثواب صيامه وهي أن يشفع له صيامه بين يدي الله تعالى من هول الموقف وعذاب الآخرة يوم القيامة وكذلك القرآن الذي قام به في صلاته ورفع به صوته في سره وعلانيته وحرمه لذة النوم في الهواجر أو البرد كان له فوق ثواب قراءته: أن يشفع له القرآن في الموقف العظيم. *فوائد الحديث أولًا اختصاص شهر رمضان الكريم بالصيام والقرآن وثانيًا الصيام والقرآن متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر وثالثًا منزلة فريضة الصيام في الشفاعة لصاحبها ورابعًا منزلة قراءة القرآن في الشفاعة لصاحبها وخامسًا الصيام والقرآن ينجيان من هول يوم القيامة و فيما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم عَنْ سَهْل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَد .