قاَل الاتحاد الأوروبي إنه يعدّ لتوسيع العقوبات التي يفرضها على سوريا بسبب اشتداد العنف ضد الاحتجاجات، فيما أعربت تركيا عن خيبة أملها في خطاب الأسد· وقال بيان لوزراء خارجيَّة الاتحاد: (يعدّ الاتحاد الأوروبي بخطوات حثيثة لتوسيع نطاق القيود التي يفرضها مستهدفا تحقيق تغيير جوهري للسياسة التي تتبعها القيادة السورية دون تأخير)· وصرَّح دبلوماسيون من الاتحاد بأن العقوبات الموسَّعة التي تشمل تجميد أموال مزيد من الأفراد وفرض قيود على مزيدٍ من الشركات المرتبطة بأفراد ذوي صلة بالقمع من المتوقع أن تقرّ في وقت لاحق هذا الأسبوع· وجاء بيان الاتحاد الأوروبي عقب خطاب للرئيس السوري بشار الأسد الاثنين قال معارضوه إنه لا يلبي المطالبة الشعبية بتغيير سياسي شامل· وقال بيان الاتحاد الأوروبي: إنه (يدين بأشدّ العبارات تفاقم العنف في سوريا، ويأسف لعدم استجابة السلطات السوريَّة لنداءات وقف العنف على الفور وإجراء إصلاحات جوهريَّة) وأضاف: إن العنف والقمع يمثلان تهديدًا للاستقرار في سوريا نفسها وفي المنطقة أيضًا· ودَعَا البيان المتظاهرين إلى الحفاظ على الطبيعة السلميَّة للاحتجاجات وحثّ السلطات السورية على الشروع دون إبطاء في حوار وطني شامل وجدير بالثقة وإجراء إصلاحات سياسيَّة جوهريَّة على الفور· من جهة أخرى، قال الرئيس التركي عبد الله غول إن الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الإصلاح في سوريا (لا يكفي)، مضيفًا أن الأسد ينبغي أن يحوِّل سوريا إلى نظام التعدديَّة الحزبيَّة· وأضاف غول، في إشارة إلى أن صبر تركيا إزاء حليفتها السابقة بدأ ينفد: (يتعيَّن على الأسد أن يقول بوضوح ودقة·· كل شيء تغيَّر، نحن ننقل النظام للتعددية الحزبية، كل شيء سيُنظم وفقًا لإرادة الشعب السوري وسأتولَّى تنفيذ هذه العمليَّة)· ودعت تركيا -التي كانت حتى وقتٍ قريب للغاية تتمتع بعلاقات دافئة مع سوريا- الأسد مرات عدة ليوقف فورًا حملة عنيفة على المحتجين ويقرّ إصلاحات ديمقراطيَّة· وندَّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالحملة التي وصفها بأنها (وحشيَّة) في وقت وفرت تركيا ملاذًا لنحو عشرة آلاف لاجئ سوري تدفَّقوا عليها عبر الحدود· وكان إرشاد هورموزولو مستشار الرئيس جول قد صرَّح بأن الأسد أمامه أقل من أسبوع ليبدأ تنفيذ الإصلاحات السياسية التي وعد بها منذ فترة طويلة والتي يطالب بها المحتجون السوريون أو يواجه (تدخلا أجنبيًّا)· وكان الأسد قد تعهد، في خطابه الثالث الاثنين، بإجراء (إصلاحات) خلال شهور لمواجهة موجة احتجاجات ضدّ حكمه المستمر منذ 11 عامًا، وذلك تحت ضغط دولي متصاعد وفي ظل اتساع نطاق احتجاجات الشوارع برغم حملة عسكريَّة أودت بحياة أكثر من 1300 شخص· وزعم الأسد أن (مخربين) بين المحتجين يخدمون (مؤامرة أجنبيَّة لإشاعة الفوضى؟)·